[ ص: 101 ]   ( رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار    ( 66 ) قل هو نبأ عظيم    ( 67 ) أنتم عنه معرضون    ( 68 ) ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون    ( 69 ) إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين    ( 70 ) ) 
) ( رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار     ) . 
) ( قل ) يا محمد  ، ) ( هو ) يعني : القرآن ، ( نبأ عظيم    ) قاله ابن عباس  ، ومجاهد  ، وقتادة  ، وقيل : يعني : القيامة كقوله : " عم يتساءلون عن النبأ العظيم    " ( النبأ : 1 - 2 ) . 
( أنتم عنه معرضون  ما كان لي من علم بالملإ الأعلى    ) يعني : الملائكة ، ( إذ يختصمون    ) يعني : في شأن آدم  عليه السلام ، حين قال الله تعالى : " إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها    " ( البقرة : 30 ) . 
( إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين    ) قال الفراء    : إن شئت جعلت " أنما " في موضع رفع ، أي : ما يوحى إلي إلا الإنذار ، وإن شئت جعلت المعنى : ما يوحى إلي إلا أني نذير مبين . 
وقرأ أبو جعفر    : " إنما " بكسر الألف ؛ لأن الوحي قول . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي  ، أخبرنا أبو منصور السمعاني  ، حدثنا أبو جعفر الرياني  ، حدثنا حميد بن زنجويه  ، حدثنا هشام بن عمار  ، حدثنا صدقة بن خالد ،  حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر  ، قال مر بنا خالد بن اللجلاج  ، فدعاه مكحول  فقال : يا إبراهيم  حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش  ، قال : سمعت عبد الرحمن بن عائش الحضرمي  يقول : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " رأيت ربي - عز وجل - في أحسن صورة ، فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد ؟ قلت : أنت أعلم أي رب ، مرتين ، قال : فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي ، فعلمت ما في السماء والأرض " . قال : ثم تلا هذه الآية " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين    " ( الأنعام : 75 ) ثم قال : فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد ؟ قلت : في الكفارات ، قال : وما هن ؟ قلت : المشي على الأقدام إلى الجماعات ، والجلوس في المساجد خلف الصلوات ، وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره ، قال : ومن يفعل ذلك يعش بخير ويمت بخير ، ويكن من خطيئته كيوم ولدته أمه ، ومن الدرجات إطعام الطعام ،   [ ص: 102 ] وبذل السلام ، وأن يقوم بالليل والناس نيام . قال : قل اللهم إني أسألك الطيبات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي ، وترحمني ، وتتوب علي ، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تعلموهن ، فوالذي نفس محمد بيده إنهن لحق   " . 
				
						
						
