[ ص: 124 ]   ( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون    ( 47 ) وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون    ( 48 ) فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون    ( 49 ) قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون    ( 50 ) ) 
قوله عز وجل : ( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به  من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون    ) قال مقاتل    : ظهر لهم حين بعثوا ما لم يحتسبوا في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة . قال  السدي    : ظنوا أنها حسنات فبدت لهم سيئات . والمعنى : أنهم كانوا يتقربون إلى الله بعبادة الأصنام ، فلما عوقبوا عليها بدا لهم من الله ما لم يحتسبوا . وروي أن محمد بن المنكدر  جزع عند الموت ، فقيل له في ذلك فقال : أخشى أن يبدو لي ما لم أحتسب   . 
( وبدا لهم سيئات ما كسبوا    ) أي : مساوئ أعمالهم من الشرك والظلم بأولياء الله . ( وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون    ) . 
( فإذا مس الإنسان ضر    ) شدة ، ( دعانا ثم إذا خولناه    ) أعطيناه ( نعمة منا قال إنما أوتيته على علم    ) أي : على علم من الله أني له أهل . وقال مقاتل    : على خير علمه الله عندي ، وذكر الكناية لأن المراد من النعمة الإنعام . ( بل هي فتنة    ) يعني : تلك النعمة فتنة استدراج من الله تعالى وامتحان وبلية . وقيل : بل كلمته التي قالها فتنة . ( ولكن أكثرهم لا يعلمون    ) أنه استدراج وامتحان . 
( قد قالها الذين من قبلهم    ) قال مقاتل    : يعني قارون  فإنه قال : " إنما أوتيته على علم عندي    " ( القصص - 78 ) ( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون    ) فما أغنى عنهم الكفر من العذاب شيئا . 
				
						
						
