[ ص: 199 ]   ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل     ( 44 ) وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم    ( 45 ) وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل    ( 46 ) استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير    ( 47 ) ) 
( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده    ) فما له من أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه ويمنعه من عذاب الله . ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب    ) يوم القيامة ، ( يقولون هل إلى مرد من سبيل    ) يسألون الرجعة في الدنيا . ( وتراهم يعرضون عليها    ) أي : على النار ، ( خاشعين    ) خاضعين متواضعين ، ( من الذل ينظرون من طرف خفي    ) خفي النظر لما عليهم من الذل يسارقون النظر إلى النار خوفا منها وذلة في أنفسهم . وقيل : " من " بمعنى الباء أي : بطرف خفي ضعيف من الذل . وقيل : إنما قال : " من طرف خفي " ؛ لأنه لا يفتح عينه إنما ينظر ببعضها . وقيل : معناه ينظرون إلى النار بقلوبهم لأنهم يحشرون عميا ، والنظر بالقلب خفي . ( وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة    ) قيل : خسروا أنفسهم بأن صاروا إلى النار ، وأهليهم بأن صاروا لغيرهم في الجنة . ( ألا إن الظالمين في عذاب مقيم    ) . 
( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل    ) طريق إلى الصواب وإلى الوصول إلى الحق في الدنيا والجنة في العقبى ، قد انسد عليهم طريق الخير . 
( استجيبوا لربكم    ) أجيبوا داعي الله يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم - ( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله    ) لا يقدر أحد على دفعه وهو يوم القيامة ( ما لكم من ملجإ    ) تلجئون إليه ( يومئذ وما لكم من نكير    ) من منكر يغير ما بكم . 
				
						
						
