( من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام     ( 4 ) إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء    ( 5 ) هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم    ( 6 ) ) 
قوله تعالى : ( هدى للناس    ) هاديا لمن تبعه ولم يثنه لأنه مصدر ( وأنزل الفرقان    ) المفرق بين الحق والباطل ، وقال  السدي    : في الآية تقديم وتأخير تقديرها وأنزل التوراة والإنجيل والفرقان هدى للناس 
قوله تعالى ( إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام    ) 
( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء    ) ذكرا أو أنثى ،   [ ص: 7 ] أبيض أو أسود ، حسنا أو قبيحا ، تاما أو ناقصا ، ( لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) وهذا في الرد على وفد نجران  من النصارى ،  حيث قالوا : عيسى  ولد الله ، فكأنه يقول : كيف يكون لله ولد وقد صوره الله تعالى في الرحم 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ،  أخبرنا أبو محمد عبد الرحيم بن أحمد بن محمد الأنصاري ،  أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ،  أنا علي بن الجعد ،  أنا أبو خيثمة زهير بن معاوية ،  عن الأعمش ،  عن  زيد بن وهب ،  قال : سمعت  عبد الله بن مسعود  يقول : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق   " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة  ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه الملك " أو قال : " يبعث إليه الملك بأربع كلمات فيكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد " قال : " وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينها وبينه غير ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه غير ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها "   . 
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني ،  أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ،  أنا أبو أحمد بن عيسى الجلودي ،  أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان ،  أنا مسلم بن الحجاج ،  أنا  محمد بن عبد الله بن نمير ،  حدثنا سفيان بن عيينة ،  عن  عمرو بن دينار ،  عن  أبي الطفيل ،  عن حذيفة بن أسيد  يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول : يا رب أشقي أو سعيد؟ فيكتب ذلك فيقول : يا رب أذكر أم أنثى؟ فيكتبان ، ويكتب عمله وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص "   . 
				
						
						
