( إنكم لفي قول مختلف     ( 8 ) يؤفك عنه من أفك    ( 9 ) قتل الخراصون    ( 10 ) الذين هم في غمرة ساهون    ( 11 ) يسألون أيان يوم الدين    ( 12 ) يوم هم على النار يفتنون    ( 13 ) ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون    ( 14 ) ) 
( إنكم ) أي : يا أهل مكة    ( لفي قول مختلف    ) في القرآن وفي محمد    - صلى الله عليه وسلم - ، تقولون في القرآن : سحر وكهانة وأساطير الأولين ، وفي محمد    - صلى الله عليه وسلم - : ساحر وشاعر ومجنون . وقيل : " لفي قول مختلف " أي : مصدق ومكذب . 
( يؤفك عنه من أفك    ) يصرف عن الإيمان به من صرف حتى يكذبه ، يعني : من حرمه الله الإيمان بمحمد    - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن . وقيل " عن " بمعنى : من أجل ، أي يصرف من أجل هذا القول المختلف أو بسببه عن الإيمان من صرف . وذلك أنهم كانوا يتلقون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون : إنه ساحر وكاهن ومجنون ، فيصرفونه عن الإيمان ، وهذا معنى قول مجاهد    . 
( قتل الخراصون    ) لعن الكذابون ، يقال : تخرص على فلان الباطل ، وهم المقتسمون الذين اقتسموا عقاب مكة ، واقتسموا القول في النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصرفوا الناس عن دين الإسلام . وقال مجاهد    : هم الكهنة . 
( الذين هم في غمرة    ) غفلة وعمى وجهالة ( ساهون ) لاهون غافلون عن أمر الآخرة ، والسهو : الغفلة عن الشيء ، وهو ذهاب القلب عنه .
( يسألون أيان يوم الدين    ) يقولون : يا محمد  متى يوم الجزاء ، يعني : يوم القيامة تكذيبا واستهزاء . 
قال الله - عز وجل - : ( يوم هم ) أي يكون هذا الجزاء في يوم هم ( على النار يفتنون    ) أي : يعذبون ويحرقون بها كما يفتن الذهب بالنار . وقيل : " على " بمعنى الباء أي بالنار ، وتقول لهم خزنة النار : ( ذوقوا فتنتكم    ) . 
( ذوقوا فتنتكم    ) عذابكم ( هذا الذي كنتم به تستعجلون    ) في الدنيا تكذيبا به . 
				
						
						
