( وفي الأرض آيات للموقنين     ( 20 ) وفي أنفسكم أفلا تبصرون    ( 21 ) وفي السماء رزقكم وما توعدون    ( 22 ) فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون    ( 23 ) ) 
( وفي الأرض آيات    ) عبر ( للموقنين ) إذا ساروا فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار وأنواع النبات . ( وفي أنفسكم    ) آيات ، إذ كانت نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما إلى أن نفخ فيها الروح . 
وقال عطاء  عن ابن عباس    : يريد اختلاف الألسنة والصور والألوان والطبائع . 
وقال ابن الزبير    : يريد سبيل الغائط والبول يأكل ويشرب من مدخل واحد ويخرج من سبيلين . 
( أفلا تبصرون    ) [ قال مقاتل    ] أفلا تبصرون كيف خلقكم فتعرفوا قدرته على البعث . 
( وفي السماء رزقكم    ) قال ابن عباس  ومجاهد  ومقاتل    : يعني المطر الذي هو سبب الأرزاق ( وما توعدون    ) قال عطاء    : من الثواب والعقاب . وقال مجاهد    : من الخير والشر . وقال الضحاك    : وما توعدون من الجنة والنار ، ثم أقسم بنفسه فقال : 
( فورب السماء والأرض إنه لحق    ) أي : ما ذكرت من أمر الرزق لحق ( مثل ) قرأ حمزة   والكسائي  وأبو بكر  عن عاصم    : " مثل " برفع اللام بدلا من " الحق " ، وقرأ الآخرون بالنصب أي كمثل ( ما أنكم تنطقون    ) فتقولون : لا إله إلا الله . وقيل : شبه تحقيق ما أخبر عنه بتحقيق   [ ص: 376 ] نطق الآدمي ، كما تقول : إنه لحق كما أنت ها هنا ، وإنه لحق كما أنك تتكلم ، والمعنى : إنه في صدقه ووجوده كالذي تعرفه ضرورة . قال بعض الحكماء : يعني : كما أن كل إنسان ينطق بلسان نفسه لا يمكنه أن ينطق بلسان غيره فكذلك كل إنسان يأكل رزق نفسه الذي قسم له ، ولا يقدر أن يأكل رزق غيره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					