[ ص: 394 ] أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون     ( 43 ) وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم    ( 44 ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون    ( 45 ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون    ( 46 ) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون    ( 47 ) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم    ( 48 ) ) 
( أم لهم إله غير الله    ) يرزقهم وينصرهم ؟ ( سبحان الله عما يشركون    ) قال الخليل    : ما في هذه السورة من ذكر " أم " كله استفهام وليس بعطف . 
( وإن يروا كسفا    ) قطعة ( من السماء ساقطا    ) هذا جواب لقولهم : " فأسقط علينا كسفا من السماء " ، يقول : لو عذبناهم بسقوط بعض من السماء عليهم لم ينتهوا عن كفرهم ( يقولوا ) لمعاندتهم هذا ( سحاب مركوم    ) بعضه على بعض يسقينا . 
( فذرهم حتى يلاقوا    ) يعانوا ( يومهم الذي فيه يصعقون    ) أي : يموتون ، حتى يعانوا الموت ، قرأ ابن عامر  وعاصم  يصعقون بضم الياء ، أي : يهلكون . 
( يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون    ) أي : لا ينفعهم كيدهم يوم الموت ولا يمنعهم من العذاب مانع . 
( وإن للذين ظلموا    ) [ كفروا ] ( عذابا دون ذلك    ) أي : عذابا في الدنيا قبل عذاب الآخرة . قال ابن عباس    : يعني القتل يوم بدر ، وقال الضحاك    : هو الجوع والقحط سبع سنين . وقال  البراء بن عازب    : هو عذاب القبر . ( ولكن أكثرهم لا يعلمون    ) أن العذاب نازل بهم . 
( واصبر لحكم ربك    ) إلى أن يقع بهم العذاب الذي حكمنا عليهم ( فإنك بأعيننا    ) أي بمرأى منا ، قال ابن عباس    : نرى ما يعمل بك . وقال الزجاج    : إنك بحيث نراك ونحفظك فلا يصلون إلى مكروهك . ( وسبح بحمد ربك حين تقوم    ) قال سعيد بن جبير   وعطاء    : أي : قل حين تقوم من مجلسك : سبحانك اللهم وبحمدك ، فإن كان المجلس خيرا ازددت فيه إحسانا ، وإن كان غير ذلك كان كفارة له .   [ ص: 395 ] 
أخبرنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد القفال  ، أخبرنا أبو منصور أحمد بن الفضل البرونجردي  ، أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي  ، حدثنا أحمد بن عبد الله القرشي  ، حدثنا  حجاج بن محمد  عن  ابن جريج  ، عن  موسى بن عقبة  ، عن سهيل بن أبي صالح  ، عن أبيه ، عن  أبي هريرة  رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من جلس مجلسا وكثر فيه لغطه ، فقال قبل أن يقوم : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك  ، إلا كان كفارة لما بينهما   " . 
وقال ابن عباس  رضي الله تعالى عنهما : معناه صل لله حين تقوم من مقامك . 
وقال الضحاك  والربيع    : إذا قمت إلى الصلاة فقل :   " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك "   . 
أخبرنا أبو عثمان الضبي  ، أخبرنا أبو محمد الجراحي  ، حدثنا أبو العباس المحبوبي  ، حدثنا أبو عيسى الترمذي  ، حدثنا الحسن بن عرفة  ويحيى بن موسى  قال : حدثنا أبو معاوية  عن حارثة بن أبي الرجال  ، عن عمرة  عن عائشة  قالت : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة قال :   " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك    "   . 
وقال الكلبي    : هو ذكر الله باللسان حين تقوم من الفراش إلى أن تدخل في الصلاة . 
أخبرنا أبو طاهر عمر بن عبد العزيز القاشاني  ، أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي  ، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلئي  ، حدثنا  أبو داود سليمان بن الأشعث  ، حدثنا   [ ص: 396 ] محمد بن نافع ،  حدثنا  زيد بن حباب  ، أخبرني معاوية بن صالح  ، أخبرنا أزهر بن سعيد الحرازي  عن عاصم بن حميد  قال : سألت عائشة  رضي الله تعالى عنها بأي شيء كان يفتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيام الليل ؟  فقالت : كان إذا قام كبر الله عشرا ، وحمد الله عشرا ، وسبح الله عشرا ، وهلل عشرا ، واستغفر عشرا ، وقال : اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ، ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					