[ ص: 442 ]   ( الشمس والقمر بحسبان    ( 5 ) والنجم والشجر يسجدان    ( 6 ) والسماء رفعها ووضع الميزان    ( 7 ) ألا تطغوا في الميزان    ( 8 ) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان    ( 9 ) والأرض وضعها للأنام    ( 10 ) فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام    ( 11 ) ) 
( الشمس والقمر بحسبان    ) قال مجاهد    : كحسبان الرحى . وقال غيره : أي يجريان بحساب ومنازل لا يعدوانها ، قاله ابن عباس  وقتادة . وقال ابن زيد  وابن كيسان    : يعني بهما تحسب الأوقات والآجال ، لولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب شيئا . وقال الضحاك    : يجريان بقدر ، والحسبان يكون مصدر حسبت حسابا وحسبانا ، مثل الغفران والكفران ، والرجحان والنقصان ، وقد يكون جمع الحساب كالشبهان والركبان . 
( والنجم والشجر يسجدان    ) النجم ما ليس له ساق من النبات ، والشجر ما له ساق يبقى في الشتاء ، وسجودهما سجود ظلهما كما قال : " يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله    " ( النحل - 48 ) قال مجاهد    : النجم هو الكوكب وسجوده طلوعه . 
( والسماء رفعها    ) فوق الأرض ( ووضع الميزان    ) قال مجاهد    : أراد بالميزان العدل . المعنى : أنه أمر بالعدل يدل عليه قوله تعالى : ( ألا تطغوا في الميزان    ) أي لا تجاوزوا العدل . وقال الحسن  وقتادة  والضحاك    : أراد به الذي يوزن به ليوصل به إلى الإنصاف والانتصاف ، وأصل الوزن التقدير " ألا تطغوا    " يعني لئلا تميلوا وتظلموا وتجاوزوا الحق في الميزان . 
( وأقيموا الوزن بالقسط    ) بالعدل ، وقال أبو الدرداء   وعطاء    : معناه أقيموا لسان الميزان بالعدل . قال ابن عيينة    : الإقامة باليد والقسط بالقلب ( ولا تخسروا    ) ولا تنقصوا ( الميزان ) ولا تطففوا في الكيل والوزن    . 
( والأرض وضعها للأنام    ) للخلق الذين بثهم فيها . 
( فيها فاكهة    ) يعني : أنواع الفواكه ، قال ابن كيسان    : يعني ما يتفكهون به من النعم التي لا تحصى ( والنخل ذات الأكمام    ) الأوعية التي يكون فيها الثمر لأن ثمر النخل يكون في غلاف ما لم ينشق ، واحدها كم ، وكل ما ستر شيئا فهو كم وكمة ، ومنه كم القميص ، ويقال للقلنسوة كمة ، قال الضحاك    : " ذات الأكمام    " أي ذات الغلف . وقال الحسن    : أكمامها : لفيفها . [ وقال ابن زيد    :   [ ص: 443 ] هو الطلع قبل أن ينشق ] . 
				
						
						
