( فبأي آلاء ربكما تكذبان    ( 34 ) يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران     ( 35 ) ) 
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) وفي الخبر : يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثم ينادون ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا    ) الآية فذلك قوله - عز وجل - : 
( يرسل عليكما شواظ من نار    ) . ( يرسل عليكما شواظ من نار ) قرأ ابن كثير    " شواظ " : بكسر الشين والآخرون بضمها ، وهما لغتان ، مثل صوار من البقر وصوار . وهو اللهيب الذي لا دخان فيه هذا قول أكثر المفسرين . وقال مجاهد  هو اللهب الأخضر المنقطع من النار ( ونحاس ) قرأ ابن كثير  وأبو عمرو    " ونحاس " بجر السين عطفا على النار ، وقرأ الباقون برفعها عطفا على الشواظ . 
قال سعيد بن جبير  والكلبي    : " النحاس " : الدخان وهو رواية عطاء  عن ابن عباس    . 
ومعنى الرفع يرسل عليكما شواظ ، ويرسل نحاس ، أي يرسل هذا مرة وهذا مرة ، ويجوز أن يرسلا معا من غير أن يمتزج أحدهما بالآخر ، ومن كسر بالعطف على النار يكون ضعيفا؛ لأنه لا يكون شواظ من نحاس ، فيجوز أن يكون تقديره : شواظ من نار وشيء من نحاس ، على أنه حكي أن الشواظ لا يكون من النار والدخان جميعا .   [ ص: 449 ] 
قال مجاهد  وقتادة    : النحاس هو الصفر المذاب يصب على رءوسهم ، وهو رواية العوفي  عن ابن عباس    . وقال  عبد الله بن مسعود :  هو المهل . 
( فلا تنتصران    ) أي فلا تمتنعان من الله ولا يكون لكم ناصر منه . 
				
						
						
