[ ص: 36 ]   ( قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار    ( 41 ) وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين    ( 42 ) ) 
قوله تعالى ( قال رب اجعل لي آية     ) أي علامة أعلم بها وقت حمل امرأتي فأزيد في العبادة شكرا لك ( قال آيتك ألا تكلم الناس    ) تكف عن الكلام ( ثلاثة أيام ) وتقبل بكليتك على عبادتي ، لا أنه حبس لسانه عن الكلام ، ولكنه نهي عن الكلام وهو صحيح سوي ، كما قال في سورة مريم الآية ( 10 ( ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا    ) يدل عليه قوله تعالى : ( وسبح بالعشي والإبكار    ) فأمره بالذكر ونهاه عن كلام الناس . 
وقال أكثر المفسرين : عقل لسانه عن الكلام مع الناس ثلاثة أيام ، وقال قتادة    : أمسك لسانه عن الكلام عقوبة له لسؤاله الآية بعد مشافهة الملائكة إياه فلم يقدر على الكلام ثلاثة أيام ، وقوله ( إلا رمزا ) أي إشارة ، والإشارة قد تكون باللسان وبالعين وباليد ، وكانت إشارته بالإصبع المسبحة ، وقال الفراء    : قد يكون الرمز باللسان من غير أن يبين ، وهو الصوت الخفي أشبه الهمس ، وقال عطاء    : أراد به صوم ثلاثة أيام لأنهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا إلا رمزا ( واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار    ) قيل : المراد بالتسبيح الصلاة ، والعشي ما بين زوال الشمس إلى غروب الشمس ومنه سمي صلاة الظهر والعصر صلاتي العشي ، والإبكار ما بين صلاة الفجر إلى الضحى . 
قوله تعالى : ( وإذ قالت الملائكة    ) يعني جبريل    ( يا مريم إن الله اصطفاك    ) اختارك ( وطهرك ) قيل من مسيس الرجال وقيل من الحيض والنفاس ، قال  السدي    : كانت مريم  لا تحيض ، وقيل : من الذنوب ( واصطفاك على نساء العالمين    ) قيل : على عالمي زمانها وقيل : على جميع نساء العالمين في أنها ولدت بلا أب ، ولم يكن ذلك لأحد من النساء ، وقيل : بالتحرير في المسجد ولم تحرر أنثى . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  أخبرنا  محمد بن إسماعيل ،  أخبرنا أحمد بن رجاء ،  أخبرنا النضر  عن هشام  أخبرنا أبي قال : سمعت عبد الله بن جعفر  قال : سمعت عليا  رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :   " خير نسائها مريم بنت عمران   وخير نسائها خديجة  رضي الله عنهما    " ورواه  وكيع  وأبو معاوية  عن  هشام بن عروة  وأشار  وكيع   [ ص: 37 ] إلى السماء والأرض . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  أخبرنا  محمد بن إسماعيل ،  أخبرنا آدم ،  أنا شعبة ،  عن عمرو بن مرة  عن  أبي موسى الأشعري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران  وآسية امرأة فرعون   وفضل عائشة  على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام    "   . 
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ،  أخبرنا جدي عبد الرحمن بن عبد الصمد البزار ،  أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ،  أخبرنا إسحاق الديري ،  أخبرنا عبد الرزاق ،  أخبرنا معمر ،  عن قتادة ،  عن أنس  رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران   وخديجة بنت خويلد ،   وفاطمة بنت محمد   صلى الله عليه وسلم  وآسية امرأة فرعون    "   . 
				
						
						
