[ ص: 201 ]   ( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون    ( 44 ) وأملي لهم إن كيدي متين    ( 45 ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون    ( 46 ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون    ( 47 ) فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم    ( 48 ) لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم    ( 49 ) فاجتباه ربه فجعله من الصالحين    ( 50 ) ) 
( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث     ) أي فدعني والمكذبين بالقرآن وخل بيني وبينهم . قال الزجاج    : معناه لا تشغل قلبك بهم [ كلهم ] إلي فإني [ أكفيكهم ] [ قال ومثله : " ذرني ومن خلقت وحيدا    " معناه في اللغة : لا تشغل قلبك به وكله إلي فإني أجازيه . ومثله قول الرجل : ذرني وإياه ، ليس أنه منعه منه ولكن تأويله كله ، فإني أكفيك أمره ] 
قوله تعالى : ( سنستدرجهم ) سنأخذهم بالعذاب ( من حيث لا يعلمون ) ، فعذبوا يوم بدر . ( وأملي لهم إن كيدي متين أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون فاصبر لحكم ربك    ) اصبر على أذاهم لقضاء ربك ( ولا تكن ) في الضجر والعجلة ( كصاحب الحوت    ) وهو يونس بن متى ( إذ نادى ) ربه [ في ] بطن الحوت ( وهو مكظوم    ) مملوء غما . 
( لولا أن تداركه    ) أدركته ( نعمة من ربه    ) حين رحمه وتاب عليه ( لنبذ بالعراء    ) لطرح بالفضاء من بطن الحوت ( وهو مذموم    ) يذم ويلام بالذنب [ يذنبه ] . 
( فاجتباه ربه    ) اصطفاه ( فجعله من الصالحين    ) 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					