( تدعوا من أدبر وتولى     ( 17 ) وجمع فأوعى    ( 18 ) إن الإنسان خلق هلوعا    ( 19 ) إذا مسه الشر جزوعا    ( 20 ) وإذا مسه الخير منوعا    ( 21 ) ) 
( تدعوا ) أي : النار إلى نفسها ( من أدبر    ) على الإيمان ( وتولى ) عن الحق فتقول إلي يا مشرك إلي يا منافق إلي إلي . قال ابن عباس    : تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب . حكي عن الخليل    : أنه قال : تدعو أي تعذب . وقال : قال أعرابي لآخر : دعاك الله أي عذبك الله . ( وجمع ) أي : جمع المال ( فأوعى ) [ أمسكه ] في الوعاء ولم يؤد حق الله منه . ( إن الإنسان خلق هلوعا     ) روى  السدي  عن أبي صالح  عن ابن عباس    [ قال ] " الهلوع " الحريص على ما لا يحل له . وقال سعيد بن جبير    : شحيحا . وقال عكرمة    : ضجورا . وقال الضحاك  والحسن    : بخيلا . وقال قتادة    : جزوعا . وقال مقاتل    : ضيق القلب . والهلع : شدة الحرص وقلة الصبر . وقال عطية  عن ابن عباس    : تفسيره ما بعده وهو قوله : ( إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا    ) أي : إذا أصابه الفقر لم يصبر ، وإذا أصاب المال لم ينفق . قال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يسره ويهرب مما يكره ، ثم تعبده بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره . ثم استثنى فقال : 
				
						
						
