[ ص: 374 ]   ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه    ( 6 ) فأما من أوتي كتابه بيمينه    ( 7 ) فسوف يحاسب حسابا يسيرا    ( 8 ) وينقلب إلى أهله مسرورا    ( 9 ) وأما من أوتي كتابه وراء ظهره    ( 10 ) فسوف يدعو ثبورا    ( 11 ) ويصلى سعيرا    ( 12 ) ) 
ومعنى قوله : ( كادح إلى ربك كدحا    ) أي ساع إليه في عملك ، والكدح : عمل الإنسان وجهده في الأمر من الخير والشر حتى يكدح ذلك فيه ، أي يؤثر . وقال قتادة  والكلبي  والضحاك    : عامل لربك عملا ( فملاقيه ) أي ملاقي جزاء عملك خيرا كان أو شرا . 
( فأما من أوتي كتابه    ) ديوان [ أعماله ] ( بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا    ) أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  حدثنا  سعيد بن أبي مريم ،  أخبرنا نافع ،  عن ابن عمر ،  حدثني  ابن أبي مليكة  أن عائشة  زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، قالت : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من حوسب عذب " قالت عائشة  رضي الله عنها فقلت : يا رسول الله أوليس يقول الله - عز وجل - : " فسوف يحاسب حسابا يسيرا    " ؟ قالت : فقال : " إنما ذلك العرض ، ولكن من نوقش [ في الحساب هلك ] . 
( وينقلب إلى أهله    ) يعني في الجنة من الحور العين والآدميات ( مسرورا ) بما أوتي من الخير والكرامة . 
( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره    ) فتغل يده اليمنى إلى عنقه وتجعل يده الشمال وراء ظهره ، فيؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره . وقال مجاهد    : تخلع يده اليسرى من وراء ظهره . 
( فسوف يدعو ثبورا    ) ينادي بالويل والهلاك إذا قرأ كتابه يقول : يا ويلاه يا ثبوراه ، كقوله تعالى : " دعوا هنالك ثبورا    " ( الفرقان - 13 ) . 
( ويصلى سعيرا    ) قرأ أبو جعفر ،  وأهل البصرة  ،  وعاصم ،  وحمزة    : و " يصلى " بفتح الياء   [ ص: 375 ] خفيفا كقوله : " يصلى النار الكبرى    " ( الأعلى - 12 ) وقرأ الآخرون بضم الياء [ وفتح الصاد ] وتشديد اللام كقوله : " وتصلية جحيم    " ( الواقعة - 94 ) " ثم الجحيم صلوه    " ( الحاقة - 31 ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					