[ ص: 248 ]   ( ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما     ( 70 ) يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا    ( 71 ) وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا    ( 72 ) ) 
( ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما    ) أي : بثواب الآخرة ، وقيل : بمن أطاع رسول الله وأحبه ، وفيه بيان أنهم لن ينالوا تلك الدرجة بطاعتهم ، وإنما نالوها بفضل الله عز وجل . 
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ،  أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ،  أنا حاجب بن أحمد الطوسي ،  أنا عبد الرحيم بن منيب ،  أنا يعلى بن عبيد ،  عن الأعمش ،  عن أبي صالح ،  عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " قاربوا وسددوا واعلموا أنه لا ينجو أحد منكم بعمله " ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل "   . 
قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم    ) من عدوكم ، أي : عدتكم وآلتكم من السلاح ، والحذر والحذر واحد ، كالمثل والمثل والشبه والشبه ، ( فانفروا ) اخرجوا ( ثبات ) أي : سرايا متفرقين سرية بعد سرية ، والثبات جماعات في تفرقة واحدتها ثبة ، ( أو انفروا جميعا    ) أي : مجتمعين كلكم مع النبي صلى الله عليه وسلم . 
قوله تعالى : ( وإن منكم لمن ليبطئن    ) نزلت في المنافقين 
وإنما قال ( منكم ) لاجتماعهم مع أهل الإيمان في الجنسية والنسب وإظهار الإسلام ، لا في حقيقة الإيمان ، ( ليبطئن ) أي : ليتأخرن ، وليتثاقلن عن الجهاد  ، وهو عبد الله بن أبي  المنافق ، واللام في ( ليبطئن ) لام القسم ، والتبطئة : التأخر عن الأمر ، يقال : ما أبطأ بك؟ أي : ما أخرك عنا؟ ويقال : أبطأ إبطاء وبطأ يبطئ تبطئة . ( فإن أصابتكم مصيبة    ) أي : قتل وهزيمة ، ( قال قد أنعم الله علي    ) بالقعود ، ( إذ لم أكن معهم شهيدا    ) أي : حاضرا في تلك الغزاة فيصيبني ما أصابهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					