( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم    ( 10 ) يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون    ( 11 ) ) 
قوله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم     ) بالدفع عنكم ، ( إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم    ) بالقتل . 
قال قتادة    : نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببطن نخل فأراد بنو ثعلبة  وبنو محارب  أن يفتكوا به وبأصحابه إذا اشتغلوا بالصلاة فأطلع الله تبارك وتعالى نبيه على ذلك ، وأنزل الله صلاة الخوف . 
وقال الحسن    : كان النبي صلى الله عليه وسلم محاصرا غطفان  بنخل ، فقال رجل من المشركين : هل لكم في أن أقتل محمدا؟  قالوا : وكيف تقتله؟ قال : أفتك به ، قالوا : وددنا أنك قد فعلت ذلك ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم متقلد سيفه ، فقال : يا محمد  أرني سيفك فأعطاه إياه فجعل الرجل يهز السيف وينظر مرة إلى السيف ومرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : من يمنعك مني يا محمد؟  قال : الله ، فتهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشام السيف ومضى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية   .   [ ص: 28 ] 
وقال مجاهد  وعكرمة  والكلبي  وابن يسار  عن رجاله : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو الساعدي  ، وهو أحد النقباء ليلة العقبة ، في ثلاثين راكبا من المهاجرين  والأنصار  إلى بني عامر بن صعصعة  ، فخرجوا فلقوا عامر بن الطفيل  على بئر معونة  ، وهي من مياه بني عامر ، فاقتتلوا ، فقتل المنذر بن عمرو  وأصحابه إلا ثلاثة نفر كانوا في طلب ضالة لهم ، أحدهم  عمرو بن أمية الضمري  ، فلم يرعهم إلا الطير تحوم في السماء ، يسقط من بين خراطيمها علق الدم ، فقال أحد النفر : قتل أصحابنا ، ثم تولى يشتد حتى لقي رجلا فاختلفا ضربتين فلما خالطته الضربة رفع [ رأسه ] إلى السماء وفتح عينيه وقال : الله أكبر الجنة ورب العالمين ، فرجع صاحباه فلقيا رجلين من بني سليم  وكان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قومهما موادعة ، فانتسبا لهما إلى بني عامر  فقتلاهما وقدم قومهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون الدية ، فخرج ومعه أبو بكر  وعمر  وعثمان  وعلي  وطلحة   وعبد الرحمن بن عوف  رضي الله عنهم ، حتى دخلوا على كعب بن الأشرف  وبني النضير  يستعينهم في عقلهما ، وكانوا قد عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم على ترك القتال وعلى أن يعينوه في الديات ، قالوا : نعم يا أبا القاسم  قد آن لك أن تأتينا وتسألنا حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي سألته فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فخلا بعضهم ببعض وقالوا : إنكم لن تجدوا محمدا  أقرب منه الآن فمن يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال عمر بن جحاش    : أنا ، فجاء إلى رحى عظيمة ليطرحها عليه فأمسك الله تعالى يده وجاء جبريل  وأخبره ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم راجعا إلى المدينة  ثم دعا عليا  فقال : لا تبرح مقامك ، فمن خرج عليك من أصحابي فسألك عني فقل : توجه إلى المدينة  ، ففعل ذلك علي  رضي الله عنه حتى تناهوا إليه ثم تبعوه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال : ( فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون    ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					