[ ص: 165 ]   ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين     ( 13 ) فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون    ( 14 ) من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون    ( 15 ) . 
( أم يقولون افتراه    ) بل يقولون اختلقه ، ( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات    ) . 
فإن قيل : قد قال في سورة يونس : " فأتوا بسورة مثله    " ، وقد عجزوا عنه فكيف قال : ( فأتوا بعشر سور    ) فهو كرجل يقول لآخر : أعطني درهما فيعجز ، فيقول : أعطني عشرة ؟ 
الجواب : قد قيل سورة هود نزلت أولا . 
وأنكر المبرد  هذا ، وقال : بل نزلت سورة يونس أولا وقال : معنى قوله في سورة يونس : " فأتوا بسورة مثله    " ، أي : مثله في الخبر عن الغيب والأحكام والوعد والوعيد ، فعجزوا فقال لهم في سورة هود : إن عجزتم عن الإتيان بسورة مثله في الأخبار والأحكام والوعد والوعيد فأتوا بعشر سور مثله من غير خبر ولا وعد ولا وعيد ، وإنما هي مجرد البلاغة ، ( وادعوا من استطعتم    ) واستعينوا بمن استطعتم ، ( من دون الله إن كنتم صادقين    ) . 
( فإن لم يستجيبوا لكم    ) يا أصحاب محمد    . وقيل : لفظه جمع والمراد به الرسول صلى الله عليه وسلم وحده . ( فاعلموا ) قيل : هذا خطاب مع المؤمنين . وقيل : مع المشركين ، ( أنما أنزل بعلم الله    ) يعني : القرآن . وقيل : أنزله وفيه علمه ، ( وأن لا إله إلا هو    ) أي : فاعلموا أن لا إله إلا هو ، ( فهل أنتم مسلمون    ) لفظه استفهام ومعناه أمر ، أي : أسلموا . 
قوله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا    ) أي : من كان يريد بعمله الحياة الدنيا ، ( وزينتها ) نزلت في كل من عمل عملا يريد به غير الله عز وجل ( نوف إليهم أعمالهم فيها    ) أي : نوف لهم   [ ص: 166 ] أجور أعمالهم في الدنيا بسعة الرزق ودفع المكاره وما أشبهها . ( وهم فيها لا يبخسون    ) أي : في الدنيا لا ينقص حظهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					