( فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا     ( 103 ) وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا    ( 104 ) ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا    ( 105 ) وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا    ( 106 ) ) 
( فأراد أن يستفزهم    ) أي : أراد فرعون  أن يستفز موسى  وبني إسرائيل  أي : يخرجهم ( من الأرض ) يعني أرض مصر    ( فأغرقناه ومن معه جميعا    ) ونجينا موسى  وقومه . ( وقلنا من بعده    ) أي من بعد هلاك فرعون    ( لبني إسرائيل اسكنوا الأرض    ) يعني أرض مصر  والشام    ( فإذا جاء وعد الآخرة ) يعني يوم القيامة ( جئنا بكم لفيفا    ) أي : جميعا إلى موقف القيامة واللفيف : الجمع الكثير إذا كانوا مختلطين من كل نوع . يقال : لفت الجيوش إذا اختلطوا وجمع القيامة كذلك فيهم المؤمن والكافر والبر والفاجر . 
وقال الكلبي    : " فإذا جاء وعد الآخرة " : يعني مجيء عيسى  من السماء " جئنا بكم لفيفا    " أي : النزاع من كل قوم من هاهنا ومن هاهنا لفوا جميعا . قوله عز وجل : ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل    ) يعني القرآن ( وما أرسلناك إلا مبشرا ) للمطيعين ( ونذيرا ) للعاصين . ( وقرآنا فرقناه    ) قيل : معناه : أنزلناه نجوما لم ينزل مرة واحدة بدليل قراءة ابن عباس    : ( وقرآنا فرقناه ) بالتشديد . وقراءة العامة بالتخفيف أي : فصلناه وقيل : بيناه وقال الحسن    : معناه فرقنا به بين الحق والباطل ( لتقرأه على الناس على مكث    ) أي : على تؤدة وترتيل وترسل في   [ ص: 136 ] ثلاث وعشرين سنة ( ونزلناه تنزيلا    ) 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					