الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        1902 حدثنا عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث السادس : حديث ابن عباس أيضا من طريق ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد ، وقد رواه أحمد عن ابن عيينة قال : " أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد منذ سبعين سنة " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ما رأيت . . . إلخ ) هذا يقتضي أن يوم عاشوراء أفضل الأيام للصائم بعد رمضان ، لكن ابن عباس أسند ذلك إلى علمه ، فليس فيه ما يرد علم غيره ، وقد روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعا : إن صوم عاشوراء يكفر سنة ، وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء ، وقد قيل : في الحكمة في ذلك : إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى - عليه السلام - ويوم عرفة منسوب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلذلك كان أفضل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يتحرى ) أي : يقصد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وهذا الشهر يعني : شهر رمضان ) كذا ثبت في جميع الروايات ، وكذا هو عند مسلم وغيره ، وكأن ابن عباس اقتصر على قوله : " وهذا الشهر " وأشار بذلك إلى شيء مذكور ، كأنه تقدم ذكر رمضان وذكر عاشوراء أو كانت المقالة في أحد الزمانين وذكر الآخر ، فلهذا قال الراوي عنه : يعني : رمضان . أو أخذه الراوي من جهة الحصر في أن لا شهر يصام إلا رمضان ؛ لما تقدم له عن ابن عباس أنه كان يقول : " لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام شهرا كاملا إلا رمضان " وإنما جمع ابن عباس بين عاشوراء ورمضان - وإن كان أحدهما واجبا والآخر مندوبا - لاشتراكهما في حصول الثواب ؛ لأن معنى " يتحرى " أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية