الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4249 حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة أخبرني كريب عن ابن عباس قال يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا حتى يهل بالحج فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هدية من الإبل أو البقر أو الغنم ما تيسر له من ذلك أي ذلك شاء غير أنه إن لم يتيسر له فعليه ثلاثة أيام في الحج وذلك قبل يوم عرفة فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يبيتون به ثم ليذكروا الله كثيرا وأكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا ثم أفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون وقال الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم حتى ترموا الجمرة

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا ) أي المقيم بمكة ، والذي دخل بعمرة وتحلل منها . قوله : ( فعليه ثلاثة أيام في الحج ، وذلك قبل يوم عرفة ) هو تقييد من ابن عباس لما أطلق في الآية .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم لينطلق ) وقع بحذف اللام في رواية المستملي وقوله " في صلاة العصر إلى أن يكون الظلام " أي يحصل الظلام بغروب الشمس ، وقوله " في صلاة العصر " يحتمل أن يريد في أول وقتها ، وذلك عند مصير الظل مثله ، وكان ذلك الوقت بعد ذهاب القائلة وتمام الراحة ليقف بنشاط ، ويحتمل أن يريد من بعد صلاتها ، وهي تصلى عقب صلاة الظهر جمع تقديم ويقع الوقوف عقب ذلك ، ففيه إشارة إلى أول مشروعية الوقوف ، وأما قوله ويختلط الظلام ففيه إشارة إلى الأخذ بالأفضل ، وإلا فوقت الوقوف يمتد إلى الفجر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حتى يبلغوا جمعا ) بفتح الجيم وسكون الميم ، وهو المزدلفة . وقوله " يتبرر " فيه براءين مهملتين أي يطلب فيه البر ، وقوله " ثم ليذكروا الله كثيرا أو أكثروا التكبير والتهليل " هو شك من الراوي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم أفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون ) قد تقدم بيانه وتفصيله في حديث عائشة الذي قبله ، وقوله " حتى ترموا الجمرة " هو غاية لقوله " ثم أفيضوا " ويحتمل أن يكون غاية لقوله " أكثروا التكبير والتهليل " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية