الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4389 حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة دخلنا على ابن عباس فقال ألا تعجبون لابن الزبير قام في أمره هذا فقلت لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر ولهما كانا أولى بكل خير منه وقلت ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وابن الزبير وابن أبي بكر وابن أخي خديجة وابن أخت عائشة فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك فقلت ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي فيدعه وما أراه يريد خيرا وإن كان لا بد لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله في الرواية الثالثة ( عن عمر بن سعيد ) أي ابن أبي حسين المكي ، وقوله " لأحاسبن نفسي " أي لأناقشنها في معونته ونصحه ، قاله الخطابي . وقال الداودي : معناه لأذكرن من مناقبه ما لم أذكر من مناقبهما ، وإنما صنع ابن عباس ذلك لاشتراك الناس في معرفة مناقب أبي بكر وعمر ، بخلاف ابن الزبير فما كانت مناقبه في الشهرة كمناقبهما فأظهر ذلك ابن عباس وبينه للناس إنصافا منه له ، فلما لم ينصفه هو رجع عنه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فإذا هو يتعلى عني ) أي يترفع علي متنحيا عني .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا يريد ذلك ) أي لا يريد أن أكون من خاصته . وقوله " ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي " أي أبدؤه بالخضوع له ولا يرضى مني بذلك ، وقوله " وما أراه يريد خيرا " أي لا يريد أن يصنع بي خيرا ، وفي رواية الكشميهني " وإنما أراه يريد خيرا " وهو تصحيف ، ويوضحه ما تقدم . وقوله " لأن يربني " أي يكون علي ربا أي أميرا ، أو ربه بمعنى رباه وقام بأمره وملك تدبيره ، قال التيمي : معناه لأن أكون في طاعة بني أمية أحب إلي من أن أكون في طاعة بني أسد ، لأن بني أمية أقرب إلى بني هاشم من بني أسد كما تقدم ، والله أعلم




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية