الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4394 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل وقال غيره حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه فقلت يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا كذا وكذا قال أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أخر عني يا عمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة ولا تصل على أحد منهم مات أبدا إلى قوله وهم فاسقون قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل ، وقال غيره حدثني الليث حدثني عقيل ) كذا وقع هنا ، والغير المذكور هو أبو صالح كاتب الليث واسمه عبد الله بن صالح أخرجه الطبري عن المثنى بن معاذ عنه عن الليث قال حدثني عقيل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول ) بفتح المهملة وضم اللام وسكون الواو بعدها لام هو اسم امرأة ، وهي والدة عبد الله المذكور وهي خزاعية ، وأما هو فمن الخزرج أحد قبيلتي الأنصار ، وابن سلول يقرأ بالرفع لأنه صفة عبد الله لا صفة أبيه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : أخر عني ) أي كلامك ، واستشكل الداودي تبسمه - صلى الله عليه وسلم - في تلك الحالة مع ما ثبت أن ضحكه - صلى الله عليه وسلم - كان تبسما ولم يكن عند شهود الجنائز يستعمل ذلك ، وجوابه أنه عبر عن طلاقة وجهه بذلك تأنيسا لعمر وتطبيقا لقلبه كالمعتذر عن ترك قبول كلامه ومشورته .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن زدت على السبعين يغفر له ) كذا للأكثر يغفر بسكون الراء جوابا للشرط ، وفي رواية الكشميهني فغفر له بفاء وبلفظ الفعل الماضي وضم أوله والراء مفتوحة ، والأول أوجه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فعجبت بعد ) بضم الدال ( من جرأتي ) بضم الجيم وسكون الراء بعدها هـمزة أي إقدامي عليه ، وقد بينا توجيه ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( والله ورسوله أعلم ) ظاهره أنه قول عمر ، ويحتمل أن يكون قول ابن عباس ، وقد روى الطبري من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس في نحو هذه القصة " قال ابن عباس فالله أعلم أي صلاة كانت ، وما خادع محمد أحدا قط " وقال بعض الشراح يحتمل أن يكون عمر ظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين تقدم للصلاة على عبد الله بن أبي كان ناسيا لما صدر من عبد الله بن أبي وتعقب بما في السياق من تكرير المراجعة فهي دافعة لاحتمال النسيان ، وقد صرح في حديث الباب بقوله " فلما أكثرت عليه قال " فدل على أنه كان ذاكرا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية