الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4433 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه زاد يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس نحوه قاصفا ريح تقصف كل شيء

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : فجلى الله لي بيت المقدس تقدم شرحه أيضا في السيرة النبوية ، والذي اقترح على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصف لهم بيت المقدس هو المطعم بن عدي ، أخرجه أبو يعلى من حديث أم هانئ وأخرج النسائي من طريق زرارة بن أبي أوفى عن ابن عباس هذه القصة مطولة ، وقد ذكرت طرفا منها في أول شرح حديث الإسراء معزوا إلى أحمد و البزار ، ولفظ النسائي لما كان ليلة أسري بي ثم أصبحت بمكة قطعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي ، فقعدت معتزلا حزينا ، فمر بي عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ قال : نعم . قال : ما هو ؟ قال : إني أسري بي الليلة . قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس . قال : ثم أصبحت بين أظهرنا ؟ قال : نعم . قال : فلم ير أن يكذبه مخافة أن يجحد ما قال إن دعا قومه ، قال : إن دعوت قومك لك تحدثهم ؟ قال : نعم . قال أبو جهل : يا معشر بني كعب بن لؤي هلم ، قال : فانقضت إليه المجالس ، فجاؤوا حتى جلسوا إليهما ، قال : حدث قومك بما حدثتني ، فحدثهم ، قال فمن مصفق ومن واضع يده على رأسه متعجبا ، وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد قال : فهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : فذهبت أنعت لهم ، قال : فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت ، فجيء بالمسجد حتى وضع فنعته وأنا أنظر إليه ، قال : فقال القوم : أما النعت فقد أصاب . قوله : ( زاد يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه : لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس ) وصله الذهلي في الزهريات عن يعقوب بهذا الإسناد ، وأخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل من طريقه ولفظه ( جاء ناس من قريش إلى أبي بكر فقالوا : هل لك في صاحبك يزعم أنه أتى بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة ، قال أبو بكر : أوقال ذلك ؟ قالوا : نعم . قال : لقد صدق ) وروى الذهلي أيضا و أحمد في مسنده جميعا عن يعقوب بن إبراهيم المذكور عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب بسنده ( لما كذبتني قريش ) الحديث ، فلعله دخل إسناد في إسناد ، أو لما كان الحديثان في قصة واحدة أدخل ذلك .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية