باب قوله فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا  مذهبا يسرب يسلك ومنه وسارب بالنهار  
 4449 حدثنا  إبراهيم بن موسى  أخبرنا  هشام بن يوسف  أن  ابن جريج  أخبرهم قال أخبرني يعلى بن مسلم   وعمرو بن دينار  عن  سعيد بن جبير  يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما  قد سمعته يحدثه عن  سعيد بن جبير  قال إنا لعند ابن عباس  في بيته إذ قال سلوني قلت أي أبا عباس  جعلني الله فداءك بالكوفة  رجل قاص يقال له نوف  يزعم أنه ليس بموسى  بني إسرائيل  أما  عمرو  فقال لي قال قد كذب عدو الله وأما يعلى  فقال لي قال  ابن عباس  حدثني  أبي بن كعب  قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى  رسول الله عليه السلام قال ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال أي رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك قال لا فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله  قيل بلى قال أي رب فأين قال بمجمع البحرين قال أي رب اجعل لي علما أعلم ذلك به فقال لي  عمرو  قال حيث يفارقك الحوت وقال لي يعلى  قال خذ نونا ميتا حيث ينفخ فيه الروح فأخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت قال ما كلفت كثيرا فذلك قوله جل ذكره وإذ قال موسى  لفتاه  يوشع بن نون  ليست عن سعيد  قال فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت وموسى  نائم فقال فتاه لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كأن أثره في حجر قال لي  عمرو  هكذا كأن أثره في حجر وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا  قال قد قطع الله عنك النصب ليست هذه عن سعيد  أخبره فرجعا فوجدا خضرا  قال لي عثمان بن أبي سليمان  على طنفسة خضراء على كبد البحر قال  سعيد بن جبير  مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى  فكشف عن وجهه وقال هل بأرضي من سلام من أنت قال أنا موسى  قال موسى  بني إسرائيل  قال نعم قال فما شأنك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك يا موسى  إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه فأخذ طائر بمنقاره من البحر وقال والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل هذا الساحل الآخر عرفوه فقالوا عبد الله الصالح قال قلنا لسعيد  خضر  قال نعم لا نحمله بأجر فخرقها ووتد فيها وتدا قال موسى  أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا  قال  مجاهد  منكرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا  كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا  لقيا غلاما فقتله قال يعلى  قال  سعيد  وجد غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس  لم تعمل بالحنث وكان  ابن عباس  قرأها زكية زاكية  مسلمة كقولك غلاما زكيا فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال  سعيد  بيده هكذا ورفع يده فاستقام قال يعلى  حسبت أن  سعيدا  قال فمسحه بيده فاستقام لو شئت لاتخذت عليه أجرا  قال  سعيد  أجرا نأكله وكان وراءهم  وكان أمامهم قرأها  ابن عباس  أمامهم ملك يزعمون عن غير سعيد  أنه هدد بن بدد  والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور  ملك يأخذ كل سفينة غصبا  فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها ومنهم من يقول سدوها بقارورة ومنهم من يقول بالقار كان أبواه مؤمنين  وكان كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا  أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة  لقوله أقتلت نفسا زكية  وأقرب رحما  هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر  وزعم غير سعيد  أنهما أبدلا جارية وأما داود بن أبي عاصم  فقال عن غير واحد  إنها جارية      	
		 [ ص: 264 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					