الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها وكيف يقسم ذلك
4914 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12125مالك بن إسماعيل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=654811nindex.php?page=treesubj&link=11477_31377_11357_23519أن nindex.php?page=showalam&ids=93سودة بنت زمعة وهبت يومها nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة بيومها ويوم سودة
[ ص: 223 ]
[ ص: 223 ] قوله ( باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها ) " من " يتعلق بيومها لا بـ " يهب " ، أي يومها الذي يختص بها .
قوله ( وكيف يقسم ذلك ) قال العلماء : nindex.php?page=treesubj&link=23519إذا وهبت يومها لضرتها قسم الزوج لها يوم ضرتها ، فإن كان تاليا ليومها فذاك وإلا لم يقدمه عن رتبته في القسم إلا برضا من بقي ، وقالوا إذا وهبت المرأة يومها لضرتها فإن قبل الزوج لم يكن للموهوبة أن تمتنع وإن لم يقبل لم يكره على ذلك ، وإذا وهبت يومها لزوجها ولم تتعرض للضرة فهل له أن يخص واحدة إن كان عنده أكثر من اثنتين ، أو يوزعه بين من بقي ؟ وللواهبة في جميع الأحوال الرجوع عن ذلك متى أحبت لكن فيما يستقبل لا فيما مضى ، وأطلق ابن بطال أنه لم يكن لسودة الرجوع في يومها الذي وهبته nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة .
قوله ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12125مالك بن إسماعيل ) هو أبو غسان النهدي ، nindex.php?page=showalam&ids=15932وزهير هو ابن معاوية .
قوله ( أن nindex.php?page=showalam&ids=93سودة بنت زمعة ) هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان تزوجها وهو بمكة بعد موت خديجة ودخل عليها بها وهاجرت معه ، ووقع لمسلم من طريق شريك عن هشام في آخر حديث الباب " قالت عائشة : وكانت أول امرأة تزوجها بعدي " ومعناه عقد عليها بعد أن عقد على عائشة ، وأما دخوله عليها فكان قبل دخوله على عائشة بالاتفاق ، وقد نبه على ذلك nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي .
قوله ( وهبت يومها nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة ) تقدم في الهبة من طريق الزهري عن عروة بلفظ " يومها وليلتها " وزاد في آخره " تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم " . ووقع في رواية مسلم من طريق عقبة بن خالد عن هشام " لما أن كبرت سودة وهبت " وله نحوه من رواية جرير عن هشام ، وأخرج أبو داود هذا الحديث وزاد فيه بيان سببه أوضح من رواية مسلم ، فروى عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة بالسند المذكور " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503609كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم " الحديث ، وفيه " ولقد قالت nindex.php?page=showalam&ids=93سودة بنت زمعة حين أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله يومي nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة ، فقبل ذلك منها ، ففيها وأشباهها نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا الآية ، وتابعه ابن سعد عن الواقدي عن ابن أبي الزناد في وصله ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن ابن أبي الزناد مرسلا لم يذكر فيه عن عائشة ، وعند الترمذي من حديث ابن عباس موصولا نحوه ، وكذا قال عبد الرزاق عن معمر بمعنى ذلك ، فتواردت هذه الروايات على أنها خشيت الطلاق فوهبت ، وأخرج ابن سعد بسند رجاله ثقات من رواية القاسم ابن أبي بزة مرسلا " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503610أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها فقعدت له على طريقه فقالت : والذي بعثك بالحق ما لي في الرجال حاجة ، ولكن أحب أن أبعث مع نسائك يوم القيامة ، فأنشدك بالذي أنزل عليك الكتاب هل طلقتني لموجدة وجدتها علي ؟ قال : لا . قالت : فأنشدك لما راجعتني ، فراجعها . قالت : فإني قد جعلت يومي [ ص: 224 ] وليلتي nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قوله ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة بيومها ويوم سودة ) في رواية جرير عن هشام عند مسلم " فكان يقسم nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة يومين يومها ويوم سودة " وقد بينت كلامهم في كيفية هذا القسم أول الباب