الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2149 حدثني محمد بن سهل التميمي وأبو بكر بن إسحق قالا حدثنا ابن أبي مريم حدثنا محمد وهو ابن مطرف أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه وأبو أسيد جالس فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقلبوه فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين الصبي فقال أبو أسيد أقلبناه يا رسول الله فقال ما اسمه قال فلان يا رسول الله قال لا ولكن اسمه المنذر فسماه يومئذ المنذر

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه ) هذه اللفظة رويت على وجهين أحدهما ( فلها ) بفتح الهاء ، والثانية ( فلهي ) بكسرها ، وبالياء ، والأولى لغة طي ، والثانية لغة الأكثرين ، ومعناه اشتغل بشيء بين يديه . وأما من اللهو ( فلها ) بالفتح لا غير يلهو ، والأشهر في الرواية هنا كسر الهاء ، وهي لغة أكثر العرب كما ذكرنا ، واتفق أهل الغريب والشراح على أن معناه اشتغل .

                                                                                                                قوله : ( المنذر بن أبي أسيد ) المشهور في ( أبي أسيد ) ضم الهمزة وفتح السين ، ولم يذكر الجماهير غيره . قال القاضي : وحكى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان أنه بفتح الهمزة . قال أحمد بن حنبل : وبالضم قال عبد الرزاق ووكيع ، وهو الصواب ، واسمه مالك بن أبي ربيعة . قالوا : وسبب تسمية النبي صلى الله عليه وسلم هذا المولود ( المنذر ) لأن ابن عم أبيه المنذر بن عمرو كان قد استشهد ببئر معونة ، وكان أميرهم ، فيقال بكونه خلفا منه .

                                                                                                                قوله : ( فأقلبوه ) أي ردوه وصرفوه . في جميع نسخ صحيح مسلم ( فأقلبوه ) بالألف ، وأنكره جمهور أهل اللغة والغريب وشراح الحديث ، وقالوا : صوابه ( قلبوه ) بحذف الألف . قالوا : يقال قلبت الصبي والشيء صرفته ورددته ، ولا يقال أقلبته ، وذكر صاحب التحرير أن ( أقلبوه ) بالألف لغة قليلة ، فأثبتها لغة . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي انتبه من شغله وفكره الذي كان فيه . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية