[
nindex.php?page=treesubj&link=29389عرض جيوش الرسول أمام أبي سفيان ]
قال : ومرت القبائل على راياتها ، كلما مرت قبيلة قال : يا
عباس ، من هذه ؟ فأقول :
سليم ، فيقول : مالي
ولسليم ، ثم تمر القبيلة فيقول : يا
عباس ، من هؤلاء ؟ فأقول :
مزينة ، فيقول : مالي
ولمزينة ، حتى نفدت القبائل ، ما تمر به قبيلة إلا يسألني عنها ، فإذا أخبرته بهم ، قال : مالي ولبني فلان ، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء .
قال
ابن هشام : وإنما قيل لها الخضراء لكثرة الحديد وظهوره فيها .
قال
الحارث بن حلزة اليشكري :
ثم حجرا أعني ابن أم قطام وله فارسية خضراء
يعني الكتيبة ، وهذا البيت في قصيدة له ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت الأنصاري :
لما رأى بدرا تسيل جلاهه بكتيبة خضراء من بلخزرج
وهذا البيت في أبيات له قد كتبناها في أشعار يوم
بدر .
قال
ابن إسحاق : فيها
المهاجرون والأنصار ، رضي الله عنهم ، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد ، فقال : سبحان الله : يا
عباس ، من هؤلاء ؟ قال : قلت : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المهاجرين والأنصار قال : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ، والله يا
أبا الفضل ، لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما ، قال : قلت : يا
أبا سفيان ، . إنها النبوة . قال : فنعم إذن .
[
nindex.php?page=treesubj&link=31502_29389رجوع أبي سفيان إلى أهل مكة يحذرهم ]
قال : قلت : النجاء إلى قومك ، حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته : يا معشر
قريش ، هذا
محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار
أبي سفيان [ ص: 405 ] فهو آمن ، فقامت إليه
هند بنت عتبة ، فأخذت بشاربه ، فقالت : اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ، قبح من طليعة قوم قال : ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار
أبي سفيان فهو آمن ، قالوا : قاتلك الله وما تغني عنا دارك ، قال : ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد .
[
nindex.php?page=treesubj&link=29389عَرْضُ جُيُوشِ الرَّسُولِ أَمَامَ أَبِي سُفْيَانَ ]
قَالَ : وَمَرَّتْ الْقَبَائِلُ عَلَى رَايَاتِهَا ، كُلَّمَا مَرَّتْ قَبِيلَةٌ قَالَ : يَا
عَبَّاسُ ، مَنْ هَذِهِ ؟ فَأَقُولُ :
سُلَيْمٌ ، فَيَقُولُ : مَالِي
وَلِسُلَيْمٍ ، ثُمَّ تَمُرُّ الْقَبِيلَةُ فَيَقُولُ : يَا
عَبَّاسُ ، مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ فَأَقُولُ :
مُزَيْنَةُ ، فَيَقُولُ : مَالِي
وَلِمُزَيْنَةَ ، حَتَّى نَفِدَتْ الْقَبَائِلُ ، مَا تَمُرُّ بِهِ قَبِيلَةٌ إلَّا يَسْأَلُنِي عَنْهَا ، فَإِذَا أَخْبَرْتُهُ بِهِمْ ، قَالَ : مَالِي وَلِبَنِي فُلَانٍ ، حَتَّى مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرَاءِ .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا الْخَضْرَاءُ لِكَثْرَةِ الْحَدِيدِ وَظُهُورِهِ فِيهَا .
قَالَ
الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ الْيَشْكُرِيُّ :
ثُمَّ حُجْرًا أَعْنِي ابْنَ أُمِّ قَطَامٍ وَلَهُ فَارِسِيَّةٌ خَضْرَاءُ
يَعْنِي الْكَتِيبَةَ ، وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ :
لَمَّا رَأَى بَدْرًا تَسِيلُ جِلَاهُهُ بِكَتِيبَةِ خَضْرَاءَ مِنْ بَلْخَزْرَجِ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ قَدْ كَتَبْنَاهَا فِي أَشْعَارِ يَوْمِ
بَدْرٍ .
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : فِيهَا
الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، لَا يُرَى مِنْهُمْ إلَّا الْحَدَقُ مِنْ الْحَدِيدِ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ : يَا
عَبَّاسُ ، مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ قَالَ : مَا لِأَحَدِ بِهَؤُلَاءِ قِبَلٌ وَلَا طَاقَةٌ ، وَاَللَّهِ يَا
أَبَا الْفَضْلِ ، لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْغَدَاةَ عَظِيمًا ، قَالَ : قُلْتُ : يَا
أَبَا سُفْيَانَ ، . إنَّهَا النُّبُوَّةُ . قَالَ : فَنَعَمْ إذَنْ .
[
nindex.php?page=treesubj&link=31502_29389رُجُوعُ أَبِي سُفْيَانَ إلَى أَهْلِ مَكَّةَ يُحَذِّرُهُمْ ]
قَالَ : قُلْتُ : النَّجَاءَ إلَى قَوْمِكَ ، حَتَّى إذَا جَاءَهُمْ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ ، هَذَا
مُحَمَّدٌ قَدْ جَاءَكُمْ فِيمَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ ، فَمَنْ دَخَلَ دَارَ
أَبِي سُفْيَانَ [ ص: 405 ] فَهُوَ آمِنٌ ، فَقَامَتْ إلَيْهِ
هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ ، فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ ، فَقَالَتْ : اُقْتُلُوا الْحَمِيتَ الدَّسِمَ الْأَحْمَسَ ، قُبِّحَ مِنْ طَلِيعَةِ قَوْمٍ قَالَ : وَيْلَكُمْ لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَكُمْ مَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ ، فَمَنْ دَخَلَ دَارَ
أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ، قَالُوا : قَاتَلَكَ اللَّهُ وَمَا تُغْنِي عَنَّا دَارُكَ ، قَالَ : وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ إلَى دُورِهِمْ وَإِلَى الْمَسْجِدِ .