[ وجد الأنصار لحرمانهم فاسترضاهم الرسول   ] 
قال ابن هشام   [ ص: 498 ]   : حدثني زياد بن عبد الله  ، قال : حدثنا ابن إسحاق    : قال : وحدثني  عاصم بن عمر بن قتادة  ، عن محمود بن لبيد  ، . عن  أبي سعيد الخدري    . قال : لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا ، في قريش  وفي قبائل العرب ولم يكن في الأنصار  منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار  في أنفسهم ؟ حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم : لقد لقي والله رسول الله قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة  ، فقال : يا رسول الله ، إن هذا الحي من الأنصار  قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لما صنعت في هذا الفيء   [ ص: 499 ] الذي أصبت ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار  منها شيء . 
قال : فأين أنت من ذلك يا سعد  ؟ قال : يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومي . قال : فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة . قال : فخرج سعد  ، فجمع الأنصار  في تلك الحظيرة . قال : فجاء رجال من المهاجرين  فتركهم ، فدخلوا ، وجاء آخرون فردهم . فلما اجتمعوا له أتاه سعد  ، فقال : قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار  ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار    : ما قالة ، بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم قالوا : بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل . ثم قال : ألا تجيبونني يا معشرالأنصار  ؟ قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل . قال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصدقتم ولصدقتم : أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك . أوجدتم يا معشر الأنصار  في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا . ووكلتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون يا معشر الأنصار  أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد  بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار  ، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار  شعبا ، لسلكت شعب الأنصار    . اللهم ارحم الأنصار  ، وأبناء الأنصار    . وأبناء أبناء الأنصار    . 
قال : فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله قسما ، وحظا . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفرقوا  [ ص: 500 ]   . 
				
						
						
