[ تخذيل المنافقين للمسلمين وما نزل فيهم    ] 
قال ابن إسحاق    : وقد كان رهط من المنافقين ، منهم وديعة بن ثابت  ، أخو بني عمرو بن عوف  ، ومنهم رجل من أشجع  ، حليف لبني سلمة  ، يقال له : مخشن بن حمير  
- قال ابن هشام    : ويقال مخشي    - يشيرون إلى رسول الله   [ ص: 525 ] صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك  ، فقال بعضهم لبعض : أتحسبون جلاد بني الأصفر  كقتال العرب بعضهم بعضا والله لكأنا بكم غدا مقرنين في الحبال ، إرجافا وترهيبا للمؤمنين ، فقال مخشن بن حمير    : والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل ( رجل ) منا مئة جلدة ، وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني -  لعمار بن ياسر  أدرك القوم ، فإنهم قد احترقوا ، فسلهم عما قالوا ، فإن أنكروا فقل : بلى ، قلتم كذا وكذا . فانطلق إليهم عمار  ، فقال ذلك لهم : فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه ، فقال وديعة بن ثابت  ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على ناقته ، فجعل يقول وهو آخذ بحقبها : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ؛ فأنزل الله عز وجل : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب  وقال مخشن بن حمير    : يا رسول الله ، قعد بي اسمي واسم أبي ؛ وكأن الذي عفي عنه في هذه الآية مخشن بن حمير  ، فتسمى عبد الرحمن  ، وسأل الله تعالى أن يقتله شهيدا لا يعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة  ، فلم يوجد له أثر . 
				
						
						
