[
nindex.php?page=treesubj&link=32273_28861نزول براءة في نقض ما بين الرسول والمشركين ]
ونزلت براءة في نقض ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد ، الذي كانوا عليه فيما بينه وبينهم : أن لا يصد عن البيت أحد جاءه ، ولا يخاف أحد في الشهر الحرام .
وكان ذلك عهدا عاما بينه وبين الناس من أهل الشرك ، وكانت بين ذلك عهود بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قبائل من العرب خصائص ، إلى آجال مسماة ، فنزلت فيه وفيمن تخلف من المنافقين عنه في
تبوك وفي قول من قال منهم ، فكشف الله تعالى فيها سرائر أقوام كانوا يستخفون بغير ما يظهرون ، منهم من سمى لنا ، ومنهم من لم يسم لنا ، فقال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=1براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين أي لأهل
[ ص: 544 ] العهد العام من أهل الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله أي بعد هذه الحجة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين أي العهد الخاص إلى الأجل المسمى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين فإذا انسلخ الأشهر الحرم يعني الأربعة التي ضرب لهم أجلا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم وإن أحد من المشركين أي من هؤلاء الذين أمرتك بقتلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون .
ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كيف يكون للمشركين الذين كانوا هم وأنتم على العهد العام أن لا يخيفوكم ولا يخيفوهم في الحرمة ، ولا في الشهر الحرام
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام وهي قبائل من
بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد
قريش وعهدهم يوم
الحديبية ، إلى المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين
قريش ، فلم يكن نقضها إلا هذا الحي من
قريش ، وهي
الديل من
بني بكر بن وائل ، الذين كانوا دخلوا في عقد
قريش وعهدهم . فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن نقض من
بني بكر إلى مدته
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين . ثم قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كيف وإن يظهروا عليكم أي المشركون الذين لا عهد لهم إلى مدة من أهل الشرك العام
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة [ ص: 545 ] .
[ تفسير
ابن هشام لبعض الغريب ]
قال
ابن هشام : الإل : الحلف . قال
أوس بن حجر ، أحد
بني أسيد بن عمرو بن تميم :
لولا بنو مالك والإل مرقبة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك فيهم الآلاء والشرف
وهذا البيت في قصيدة له . وجمعه : آلال ، قال الشاعر :
فلا إل من الآلال بيني وبينكم فلا تألن جهدا
والذمة : العهد . قال
الأجدع بن مالك الهمداني ، وهو
أبو مسروق بن الأجدع الفقيه :
وكان علينا ذمة أن تجاوزوا من الأرض معروفا إلينا ومنكرا
وهذا البيت في ثلاثة أبيات له ، وجمعها : ذمم .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون أي قد اعتدوا عليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون
[
nindex.php?page=treesubj&link=32273_28861نُزُولُ بَرَاءَةٍ فِي نَقْضِ مَا بَيْنَ الرَّسُولِ وَالْمُشْرِكِينَ ]
وَنَزَلَتْ بَرَاءَةٌ فِي نَقْضِ مَا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ الْعَهْدِ ، الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ : أَنْ لَا يُصَدَّ عَنْ الْبَيْتِ أَحَدٌ جَاءَهُ ، وَلَا يَخَافُ أَحَدٌ فِي الشَّهْرِ الْحِرَامِ .
وَكَانَ ذَلِكَ عَهْدًا عَامًّا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَكَانَتْ بَيْنَ ذَلِكَ عُهُودٌ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قَبَائِلَ مِنْ الْعَرَبِ خَصَائِصَ ، إلَى آجَالٍ مُسَمَّاةٍ ، فَنَزَلَتْ فِيهِ وَفِيمَنْ تَخَلَّفَ مِنْ الْمُنَافِقِينَ عَنْهُ فِي
تَبُوكَ وَفِي قَوْلِ مَنْ قَالَ مِنْهُمْ ، فَكَشَفَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا سَرَائِرَ أَقْوَامٍ كَانُوا يَسْتَخْفُونَ بِغَيْرِ مَا يُظْهِرُونَ ، مِنْهُمْ مَنْ سَمَّى لَنَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسَمَّ لَنَا ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=1بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَيْ لِأَهْلِ
[ ص: 544 ] الْعَهْدِ الْعَامِّ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ أَيْ بَعْدَ هَذِهِ الْحِجَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَيْ الْعَهْدَ الْخَاصَّ إلَى الْأَجَلِ الْمُسَمَّى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ يَعْنِي الْأَرْبَعَةَ الَّتِي ضَرَبَ لَهُمْ أَجَلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَيْ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرْتُكَ بِقَتْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ .
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ كَانُوا هُمْ وَأَنْتُمْ عَلَى الْعَهْدِ الْعَامِّ أَنْ لَا يُخِيفُوكُمْ وَلَا يُخِيفُوهُمْ فِي الْحُرْمَةِ ، وَلَا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَهِيَ قَبَائِلُ مِنْ
بَنِي بَكْرٍ الَّذِينَ كَانُوا دَخَلُوا فِي عَقْدِ
قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ ، إلَى الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ
قُرَيْشٍ ، فَلَمْ يَكُنْ نَقَضَهَا إلَّا هَذَا الْحَيُّ مِنْ
قُرَيْشٍ ، وَهِيَ
الدِّيلُ مِنْ
بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، الَّذِينَ كَانُوا دَخَلُوا فِي عَقْدِ
قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ . فَأُمِرَ بِإِتْمَامِ الْعَهْدِ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ نَقَضَ مِنْ
بَنِي بَكْرٍ إلَى مُدَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ أَيْ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ لَا عَهْدَ لَهُمْ إلَى مُدَّةٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ الْعَامِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً [ ص: 545 ] .
[ تَفْسِيرُ
ابْنِ هِشَامٍ لِبَعْضِ الْغَرِيبِ ]
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : الْإِلُّ : الْحِلْفُ . قَالَ
أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ ، أَحَدُ
بَنِي أُسَيِّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ :
لَوْلَا بَنُو مَالِكٍ وَالْإِلُّ مَرْقَبَةٌ nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٌ فِيهِمْ الْآلَاءُ وَالشَّرَفُ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ . وَجَمَعَهُ : آلَالَ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
فَلَا إلٌّ مِنْ الْآلَالِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَلَا تَأْلُنَّ جُهْدًا
وَالذِّمَّةُ : الْعَهْدُ . قَالَ
الْأَجْدَعُ بْنُ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ ، وَهُوَ
أَبُو مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ الْفَقِيهُ :
وَكَانَ عَلَيْنَا ذِمَّةٌ أَنْ تُجَاوِزُوا مِنْ الْأَرْضِ مَعْرُوفًا إلَيْنَا وَمُنْكَرًا
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي ثَلَاثَةِ أَبْيَاتٍ لَهُ ، وَجَمْعُهَا : ذِمَمٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ أَيْ قَدْ اعْتَدَوْا عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ