[ ابن حابس وابن حصن يختصمان في دم ابن الأضبط إلى الرسول    ] 
قال ابن إسحاق    : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير  ، قال : سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي  يحدث عن عروة بن الزبير  ، عن أبيه ، عن جده ، وكانا شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ، ثم عمد إلى ظل شجرة ، فجلس تحتها ، وهو بحنين  ، فقام إليه الأقرع بن حابس  ، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر  ، يختصمان في عامر بن أضبط الأشجعي    : عيينة  يطلب بدم عامر  ، وهو يومئذ رئيس غطفان  ، والأقرع بن حابس  يدفع عن محلم بن جثامة  ، لمكانه من خندف  ، فتداولا الخصومة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نسمع ، فسمعنا عيينة بن حصن  وهو يقول : والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحرقة مثل ما أذاق نسائي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا ، وهو يأبى عليه ، إذ قام رجل من بني ليث  ، يقال له : مكيثر  ، قصير مجموع - قال ابن هشام    : مكيتل - فقال : والله يا رسول الله ما وجدت لهذا القتيل شبها في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت أولاها ، فنفرت أخراها ، اسنن اليوم ، وغير غدا . قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده . فقال : بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا . قال : فقبلوا الدية . 
قال : ثم قالوا : أين صاحبكم هذا ، يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقام رجل آدم ضرب طويل ، عليه حلة له ، قد كان تهيأ للقتل فيها ، حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : أنا محلم بن جثامة  ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، ثم قال : اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة ثلاثا . قال : فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه . قال : فأما نحن فنقول فيما بيننا : إنا لنرجو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استغفر له ، وأما ما ظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا  [ ص: 628 ]   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					