[ خروج القدح على عبد الله  وشروع أبيه في ذبحه ، ومنع قريش  له    ] 
قال ابن إسحاق    : وكان عبد الله    - فيما يزعمون - أحب ولد عبد المطلب  إليه ، فكان عبد المطلب  يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى . وهو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما أخذ صاحب القداح القداح ليضرب بها ، قام عبد المطلب  عند هبل يدعو الله ، ثم ضرب صاحب القداح ، فخرج القدح على عبد الله  ، فأخذه عبد المطلب  بيده وأخذ الشفرة ، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة ليذبحه ، فقامت إليه قريش  من أنديتها ، فقالوا : ماذا تريد يا عبد المطلب  ؟ قال : أذبحه ؛ فقالت له قريش  وبنوه : والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه . لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه ، فما بقاء الناس على هذا وقال له المغيرة بن عبد الله   [ ص: 154 ] بن عمرو بن مخزوم بن يقظة  ، وكان عبد الله  ابن أخت القوم : والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه ، فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه . وقالت له قريش  وبنوه : لا تفعل ، وانطلق به إلى الحجاز  ، فإن به عرافة لها تابع ، فسلها ، ثم أنت على رأس أمرك ، إن أمرتك بذبحه ذبحته ، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					