[ تهكم أبي جهل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وتنفير الناس عنه    ] 
فقال أبو جهل  يوما وهو يهزأ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به من الحق : يا معشر قريش  ، يزعم محمد  أنما جنود الله الذين يعذبونكم في النار ويحبسونكم فيها تسعة عشر ، وأنتم أكثر الناس عددا ، وكثرة ، أفيعجز كل مائة رجل منكم عن رجل منهم ؟ فأنزل الله تعالى عليه في ذلك من قوله : وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا  إلى آخر القصة 
فلما قال ذلك بعضهم لبعض ، جعلوا إذا جهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن وهو يصلي ، يتفرقون عنه ، ويأبون أن يستمعوا له ، فكان الرجل منهم إذا أراد أن يستمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض ما يتلو من القرآن وهو يصلي ، استرق السمع دونهم فرقا منهم ، فإن رأى أنهم   [ ص: 314 ] قد عرفوا أنه يستمع منه ذهب خشية أذاهم فلم يستمع ، وإن خفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته ، فظن الذي يستمع أنهم لا يستمعون شيئا من قراءته ، وسمع هو شيئا دونهم أصاخ له يستمع منه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					