قالت : ثم انصرفوا . فمكثنا ثلاث ليال . وما ندري أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة ، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب ، وإن الناس ليتبعونه ، يسمعون صوته وما يرونه ، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول :
:
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر ثم تروحا
فأفلح من أمسى رفيق محمد ليهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قال ابن هشام : أم معبد بنت كعب ، امرأة من بني كعب ، من خزاعة [ ص: 488 ] . وقوله حلا خيمتي ، وهما نزلا بالبر ثم تروحا عن غير ابن إسحاق .
قال ابن إسحاق : قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : فلما سمعنا قوله ، عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن وجهه إلى المدينة وكانوا أربعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، وعبد الله بن أرقط دليلهما .
قال ابن هشام : ويقال : عبد الله بن أريقط .