قال علقمة   : جلست إلى  أبي الدرداء  ، فقال : ممن أنت ؟ قلت : من الكوفة   . فقال : أوليس عندكم ابن أم عبد  ، صاحب النعلين ، والوساد ، والمطهرة ، وفيكم صاحب السر ، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه ؟  .  [ ص: 496 ] 
عن القاسم بن عبد الرحمن  أن ابن مسعود  كان يقول في دعائه : خائف مستجير ، تائب ، مستغفر ، راغب ، راهب  . 
الأعمش   : عمن حدثه قال : قال  عبد الله بن مسعود   : لو سخرت من كلب ، لخشيت أن أكون كلبا ، وإني لأكره أن أرى الرجل فارغا ليس في عمل آخرة ولا دنيا  . 
 وكيع   : حدثنا المسعودي  ، عن علي بن بذيمة  ، عن قيس بن حبتر  قال : قال  عبد الله بن مسعود   : حبذا المكروهان الموت والفقر . وايم الله ما هو إلا الغنى والفقر ما أبالي بأيهما ابتدأت ; إن كان الفقر إن فيه للصبر ، وإن كان الغنى إن فيه للعطف ; لأن حق الله في كل واحد منهما واجب . 
الثوري   : عن أبي قيس  ، عن هزيل بن شرحبيل  ، عن عبد الله  ، قال : من أراد الآخرة أضر بالدنيا ، ومن أراد الدنيا ، أضر بالآخرة ، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي . 
 أبو عبد الرحمن المقرئ   : حدثنا ابن أبي أيوب سعيد  ، حدثني عبد الله بن الوليد  ،  [ ص: 497 ] سمعت عبد الرحمن بن حجيرة  يحدث عن ابن مسعود  أنه كان يقول إذا قعد : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، من زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ، ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع ، لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له ، فمن أعطي خيرا ، فالله أعطاه ، ومن وقي شرا ، فالله وقاه ، المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة  . 
العلاء بن خالد   : عن أبي وائل  ، عن عبد الله  ، قال : ارض بما قسم الله تكن من أغنى الناس ، واجتنب المحارم تكن من أورع الناس ، وأد ما افترض عليك تكن من أعبد الناس . 
علي بن الأقمر   : عن عمرو بن جندب  ، عن ابن مسعود  قال : جاهدوا المنافقين بأيديكم ، فإن لم تستطيعوا ، فبألسنتكم ، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فافعلوا  . 
سيف بن عمر   : عن عطية  ، عن أبي سيف  أن ابن مسعود  ترك عطاءه  حين مات عمر   . وفعل ذلك رجال من أهل الكوفة  أغنياء ، واتخذ لنفسه ضيعة براذان فمات عن تسعين ألف مثقال ، سوى رقيق وعروض وماشية - رضي الله عنه . 
 وكيع   : عن أبي عميس  ، عن  عامر بن عبد الله بن الزبير  قال : أوصى ابن مسعود  وكتب : إن وصيتي إلى الله وإلى  الزبير بن العوام  ، وإلى ابنه عبد الله بن الزبير  ،  [ ص: 498 ] وإنهما في حل وبل مما قضيا في تركتي ، وإنه لا تزوج امرأة من نسائي إلا بإذنهما . 
قلت : كان قد قدم على عثمان  وشهد في طريقه بالربذة  أبا ذر  ، وصلى عليه . السري بن يحيى   : عن أبي شجاع  ، عن أبي ظبية  قال : مرض عبد الله  ، فعاده عثمان  ، وقال : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي ، قال : فما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي ، قال : ألا آمر لك بطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني ، قال : ألا آمر لك بعطاء  ؟ قال : لا حاجة لي فيه  . كذا رواه سعيد بن مريم  وعمرو بن الربيع   . ورواه ابن وهب  ، فقال : عن شجاع   . ورواه عثمان بن يمان  وحجاج بن نصير  عن السري  ، عن شجاع  ، عن أبي فاطمة   . 
الفسوي   : حدثنا ابن نمير  ، حدثنا يزيد  ، عن إسماعيل بن أبي خالد  ، عن قيس  قال : دخل الزبير  على عثمان   - رضي الله عنه - بعد وفاة عبد الله ، فقال : أعطني عطاء عبد الله  ، فعيال عبد الله  أحق به من بيت المال . فأعطاه خمسة عشر ألفا  .  [ ص: 499 ] 
 حفص بن غياث   : عن  هشام بن عروة  ، عن أبيه قال : وكان عثمان  حرمه عطاءه سنتين  . 
يحيى الحماني   : عن شريك  ، عن أبي إسحاق  أن ابن مسعود  أوصى إلى الزبير  أن يصلي عليه . 
وعن عبيد الله بن عبد الله  ، قال : مات ابن مسعود  بالمدينة  ، ودفن بالبقيع  سنة اثنتين وثلاثين ، وكان نحيفا ، قصيرا شديد الأدمة . وكذا أرخه فيها جماعة . 
وعن عون بن عبد الله  وغيره : أنه عاش بضعا وستين سنة . وقال يحيى بن أبي عتبة   : عاش ثلاثا وستين سنة ، وقال هو ويحيى بن بكير   : مات سنة ثلاث وثلاثين قلت لعله مات في أولها . وقال بعضهم : مات قبل عثمان  بثلاث سنين . 
أنبأنا أحمد بن سلامة  وجماعة ، عن أبي جعفر الصيدلاني  ، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله  ، أنبأنا ابن ريذة  ، أنبأنا  الطبراني  ، حدثنا علي بن عبد العزيز  ، وبشر  قالا : حدثنا أبو نعيم  ، حدثنا الأعمش  ، عن إبراهيم  ، عن علقمة  قال : جاء رجل إلى عمر  ، فقال : إني جئتك من عند رجل يملي المصاحف عن ظهر قلب . ففزع عمر  ، فقال : ويحك انظر ما تقول . وغضب ، فقال : ما جئتك إلا بالحق . قال : من هو ؟ قال :  عبد الله بن مسعود   . فقال : ما أعلم أحدا أحق بذلك منه ، وسأحدثك عن عبد الله   : إنا سمرنا ليلة في بيت أبي بكر  في بعض ما يكون من حاجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم خرجنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيني وبين أبي بكر  ، فلما انتهينا إلى المسجد إذا رجل يقرأ ، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمع إليه ، فقلت : يا رسول الله ، أعتمت ، فغمزني بيده : اسكت ، قال : فقرأ وركع وسجد ، وجلس يدعو ويستغفر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : سل تعطه . ثم قال : من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل ، فليقرأ قراءة ابن أم عبد   . فعلمت أنا وصاحبي أنه عبد الله   . 
فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره ، فقال : سبقك بها أبو بكر  ، وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه  .  [ ص: 500 ] 
وكذلك رواه زائدة  وغيره عن الأعمش  ، عن إبراهيم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					