عبد الله بن عون ( ع ) 
ابن أرطبان ، الإمام القدوة عالم البصرة ،  أبو عون المزني . مولاهم البصري الحافظ . 
حدث عن أبي وائل ،   والشعبي ،  والحسن ،   وابن سيرين ،   والقاسم بن محمد ،   وإبراهيم النخعي ،  ومجاهد ،   وسعيد بن جبير ،  ومكحول ،   وأنس بن سيرين ،  وثمامة بن عبد الله ،   ورجاء بن حيوة ،   وزياد بن جبير ،  وعمير بن إسحاق ،  ونافع ،  وأبي رجاء مولى أبي قلابة ،  وخلق . وما وجدت له سماعا من أنس بن مالك ،  ولا من صحابي مع أنه ولد في حياة ابن عباس ،  وطبقته . وكان مع أنس  بالبصرة   . وقد ورد عنه أنه رأى أنسا  وعليه عمامة خز . ولد سنة ست وستين وكان أكبر من سليمان التيمي   . 
روى عنه : سفيان ،  وشعبة ،   وابن المبارك ،   ومعاذ بن معاذ ،   وعباد بن العوام ،   ومحمد بن أبي عدي   والنضر بن شميل ،   وإسماعيل بن علية ،   ويزيد بن هارون ،   وإسحاق الأزرق ،  وأزهر السمان ،   وأبو عاصم النبيل ،  وقريش بن  [ ص: 365 ] أنس ،   ومحمد بن عبد الله الأنصاري ،   وعثمان بن عمر بن فارس ،   والأصمعي  وبكار بن محمد السيريني ،  ومسلم بن إبراهيم ،  وخلق سواهم . وكان من أئمة العلم والعمل . 
قال  هشام بن حسان   : لم تر عيناي مثل ابن عون   . قال مثل هذا القول ، وقد رأى  الحسن البصري   . وقال ابن المبارك  ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون  وقال شعبة   : شك ابن عون  أحب إلي من يقين غيره . 
معاذ بن معاذ ،  عن ابن عون  قال : رأيت غيلان القدري  مصلوبا على باب دمشق   . قال ابن سعد   : كان ابن عون  ثقة ، كثير الحديث ، ورعا ، عثمانيا . قال : وأنبأنا بكار بن محمد ،  سمعت ابن عون  يقول : رأيت أنس بن مالك  تقاد به دابته . 
محمد بن سليمان المنقري   : سمعت  علي بن المديني  يقول : كنا عند  يحيى القطان ،  فتذاكروا الأعمش ،   وابن عون   . فقالوا : الأعمش  رأى غير واحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يحيى بن سعيد   : سمع ابن عون  من فقهاء أهل الأرض ، سمع بالبصرة  من الحسن ،  ومحمد ،  وبالكوفة  من إبراهيم   والشعبي ،  وبمكة  من سعيد بن جبير  ومجاهد ،  وبالشام  من مكحول   ورجاء بن حيوة   . 
محمود بن غيلان ،  حدثنا النضر بن شميل  قال : كان رجل يلازم ابن عون ،  فقيل له : بلغ حديث ابن عون  أربعة آلاف ؟ قال : أضعف . قيل : ستة ؟ فسكت الرجل  . قال النضر   : وسمعت شعبة  يقول : شك ابن عون  أحب إلي من يقين غيره  . ورواها المقرئ  عن شعبة   . 
وسئل  ابن علية   : من حفاظ البصرة ؟  فذكر ابن عون  وجماعة . 
 محمد بن سلام الجمحي ،  سمعت وهيبا  يقول : دار أمر البصرة  على  [ ص: 366 ] أربعة : أيوب ،  ويونس ،   وابن عون ،   وسليمان التيمي   . 
قال معاذ بن معاذ   : سمعت ابن عون  يقول : ما بقي أحد أبطن بالحسن  منا ، والله لقد أتيت منزله في يوم حار ، وليس هو في منزله . فنمت على سريره ، فلقد انتبهت وإنه ليروحني  . 
روى إبراهيم بن رستم ،  عن خارجة بن مصعب  قال : صحبت ابن عون  أربعا وعشرين سنة ، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة  . 
وعن  سلام بن أبي مطيع  قال : كان ابن عون  أملكهم للسانه  . 
معاذ بن معاذ ،  حدثني غير واحد من أصحاب يونس بن عبيد  أنه قال : إني لأعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنى أن يسلم له يوم من أيام ابن عون ،  فما يقدر عليه . قال ابن المبارك   : ما رأيت مصليا مثل ابن عون   . 
وقال روح بن عبادة   : ما رأيت أعبد من ابن عون   . 
قال معاذ بن معاذ   : سمعت  هشام بن حسان  يقول : حدثني من لم تر عيناي مثله -فقلت في نفسي : اليوم يستبين فضل الحسن   وابن سيرين   - قال : فأشار بيده إلى ابن عون  وهو جالس . 
عن  عثمان البتي  قال : لم تر عيناي مثل ابن عون   . 
وروي عن القعنبي  قال : كان ابن عون  لا يغضب . فإذا أغضبه رجل قال : بارك الله فيك  . 
وعن ابن عون   : أن أمه نادته فأجابها ، فعلا صوته صوتها ، فأعتق رقبتين  . 
قال بكار السيريني   : صحبت ابن عون  دهرا ، فما سمعته حالفا على يمين برة ولا فاجرة  . 
قال قرة بن خالد   : كنا نعجب من ورع  محمد بن سيرين  فأنساناه ابن عون   . قال بكار بن محمد   : كان ابن عون  يصوم يوما ويفطر يوما . 
 [ ص: 367 ] قال عبد الرحمن بن مهدي   : ما كان بالعراق  أعلم بالسنة من ابن عون   . 
قال محمد بن عبد الله الأنصاري   : حدثني صاحب لي عن ابن عون ،  أنه سأله رجل فقال : أرى قوما يتكلمون في القدر . أفأسمع منهم ؟ فقال : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم  إلى قوله : الظالمين  قال معاذ بن معاذ   : ما رأيت رجلا أعظم رجاء لأهل الإسلام من ابن عون ،  لقد ذكر عنده الحجاج ،  وأنا شاهد ، فقيل : يزعمون أنك تستغفر له ؟ فقال : ما لي أستغفر  للحجاج  من بين الناس ، وما بيني وبينه ؟ وما كنت أبالي أن أستغفر له الساعة  . 
ابن سعد   : أخبرنا الأنصاري  قال : حدث هشام  مرة فقال له رجل : من حدثك به ؟ قال : من لم تر عيناي والله مثله قط ، عبد الله بن عون   . 
روى بهيم العجلي ،  عن  أبي إسحاق الفزاري ،  سمعت الأوزاعي  يقول : إذا مات ابن عون   والثوري  استوى الناس . 
علي بن بكار ،  عن  أبي إسحاق الفزاري ،  قال الأوزاعي   : لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ، ما اخترت إلا سفيان ،   وابن عون   . 
 أبو داود الطيالسي ،  عن شعبة  قال : ما رأيت قط مثل أيوب ،  ويونس ،   وابن عون   . 
معاذ عن شعبة   : ما رأيت أحدا من أصحاب الحديث إلا وهو يدلس ، إلا ابن عون ،   وعمرو بن مرة   . 
قال ابن المبارك   : ما رأيت أحدا ممن ذكر لي ، إلا كان إذ رأيته دون ما ذكر  [ ص: 368 ] لي ، إلا ابن عون ،  وحيوة بن شريح   . 
قال أبو داود   : سمعت أبا عوانة يقول : رأيت الكوفة ،  ورأيت الناس ، ما رأيت مثل أيوب ،  ويونس ،   وابن عون   . 
عارم   : حدثنا حماد  قال : فقهاؤنا : أيوب ،  ويونس ،   وابن عون ،  قلت : هؤلاء الثلاثة أنجم البصرة  في الحفظ ، وفي الفقه ، وفي العبادة والفضل . ورابعهم سليمان التيمي  ، رحمهم الله  . 
قال يحيى بن يوسف الذمي   : سمعت أبا الأحوص  قال : كان يقال  لابن عون  سيد القراء في زمانه . 
قال عثمان بن سعيد   : سألت ابن معين  عن ابن عون  فقال : هو في كل شيء ثقة . 
محمد بن عبد الله الأنصاري ،  حدثني مفضل بن لاحق  قال : كنا بأرض الروم ،  فخرج رومي يدعو إلى المبارزة فخرج إليه رجل فقتله ، ثم دخل في الناس ، فجعلت ألوذ به لأعرفه وعليه المغفر . قال : فوضع المغفر يمسح وجهه فإذا ابن عون   ! ؟  . 
علي بن الحسن بن شقيق ،  حدثنا خارجة بن مصعب  قال : جالست ابن عون  عشرين سنة ، فلم أظن أن الملكين كتبا عليه سوءا  . وروى نحوها عصام بن يوسف ،  عن خارجة ،  إلا أنه قال اثنتي عشرة سنة . 
محمد بن سعد ،  أنبأنا بكار بن محمد ،  قال : كان ابن عون  قد أوصى إلى أبي ، وصحبته دهرا فما سمعته حالفا على يمين برة ولا فاجرة . كان طيب الريح ، لين الكسوة ، وكان يتمنى أن يرى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم . فلم يره إلا قبل موته بيسير ، فسر بذلك سرورا شديدا . قال : فنزل من درجته إلى المسجد ، فسقط فأصيبت رجله ، فلم يزل يعالجها حتى مات ، رحمه الله  . 
 [ ص: 369 ] قال أبو بكر بن أبي الدنيا   : حدثني عبد الله بن محمد البلخي ،  سمعت مكي بن إبراهيم  يقول : كنا عند عبد الله بن عون  فذكروا بلال بن أبي بردة ،  فجعلوا يلعنونه ، ويقعون فيه يعني -لجوره وظلمه- قال :  وابن عون  ساكت فقالوا له : إنما نذكره لما ارتكب منك . فقال : إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة : لا إله إلا الله ، ولعن الله فلانا  . 
قال أبو بكر   : وحدثنا محمد بن إدريس ،  حدثنا  عبدة بن سليمان ،  عن ابن المبارك  قال : قيل  لابن عون   : ألا تتكلم فتؤجر ؟ فقال : أما يرضى المتكلم بالكفاف ؟  ! روى مسعر  عن ابن عون  قال : ذكر الناس داء ، وذكر الله دواء  . 
قلت : إي والله ، فالعجب منا ومن جهلنا ، كيف ندع الدواء ونقتحم الداء ؟ ! قال الله تعالى : فاذكروني أذكركم  ولذكر الله أكبر  وقال : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب  ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله . ومن أدمن الدعاء ولازم قرع الباب فتح له . 
وقد كان ابن عون  قد أوتي حلما وعلما ، ونفسه زكية تعين على التقوى ، فطوبى له . 
قال بكار بن محمد السيريني   : كان ابن عون  إذا حدث بالحديث يخشع عنده -حتى نرحمه- مخافة أن يزيد أو ينقص . 
وكان لا يدع أحدا من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه . وما رأيته يماري أحدا ولا يمازحه ، ما رأيت أملك للسانه منه ، ولا رأيته دخل حماما قط ، وكان له وكيل نصراني يجبي غلته ، وكان لا يزيد في شهر رمضان على حضوره المكتوبة ، ثم يخلو في بيته . وقد سعت به المعتزلة  إلى إبراهيم بن عبد الله  [ ص: 370 ] بن حسن ،  الذي خرج بالبصرة  فقالوا : هاهنا رجل يربث عنك الناس . فأرسل إليه إبراهيم   : أن ما لي ولك ؟ فخرج عن البصرة  حتى نزل القريظية  وأغلق بابه . قال الأنصاري   : سمعت ابن عون  يذكر أنه دخل على سلم بن قتيبة ، وهو أمير ، فقال : السلام عليكم ، لم يزد . فضحك سلم ، وقال : نحتملها  لابن عون  يعني أنه ما سلم بالإمرة  . 
ولقد كان ابن عون  بخير ، موسعا عليه في الرزق ، قال معاذ بن معاذ   : رأيت عليه برنسا من صوف ، رقيقا حسنا . فقيل له : ما هذا البرنس يا أبا عون ؟  قال : هذا كان  لابن عمر  كساه لأنس بن سيرين ،  فاشتريته من تركته  . 
قال بكار بن محمد السيريني   : وكان له سبع يقرؤه كل ليلة ، فإذا لم يقرأه أتمه بالنهار . وكان يغزو على ناقته إلى الشام ،  فإذا صار إلى الشام  ركب الخيل . وقد بارز روميا ، فقتل الرومي . 
وكان إذا جاءه إخوانه كأن على رءوسهم الطير . لهم خشوع وخضوع ، وما رأيته مازح أحدا ، ولا ينشد شعرا . كان مشغولا بنفسه وما سمعته ذاكرا بلال بن أبي بردة  بشيء قط . ولقد بلغني أن قوما قالوا له : يا أبا عون   : بلال  فعل كذا . فقال : إن الرجل يكون مظلوما ، فلا يزال يقول حتى يكون ظالما ، ما أظن أحدا منكم أشد على بلال  مني . قال : وكان بلال  ضربه بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية . 
وكان -فيما حدثني بعض أصحابنا-  لابن عون  ناقة يغزو عليها ، ويحج ، وكان بها معجبا . قال : فأمر غلاما له يستقي عليها ، فجاء بها وقد ضربها  [ ص: 371 ] على وجهها ، فسالت عينها على خدها . فقلنا : إن كان من ابن عون  شيء فاليوم ! قال : فلم يلبث أن نزل ، فلما نظر إلى الناقة قال : سبحان الله ! أفلا غير الوجه ، بارك الله فيك ، اخرج عني ، اشهدوا أنه حر  . 
قال ابن سعد   : وأنبأنا بكار  قال : كانت ثياب ابن عون  تمس ظهر قدميه . وكان زوج عمتي أم محمد ، ابنة عبد الله بن محمد بن سيرين   . 
قال أبو قطن   : رأيت بعض أسنان ابن عون  مشدودة بالذهب . 
حماد بن زيد ،  عن محمد بن فضاء  قال : رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال : زوروا ابن عون  فإنه يحب الله ورسوله . أو : إن الله يحبه ورسوله  . 
قال بكار بن محمد   : سقط ابن عون  وأصيبت رجله فتعلل ومات ، فحضرت وفاته ، فكان حين قبض موجها يذكر الله -تعالى- حتى غرغر . فقالت عمتي : اقرأ عنده سورة " يس " فقرأتها . ومات في السحر . وما قدرنا أن نصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى . غلبنا الناس عليه . قال : ومات وعليه من الدين بضعة عشر ألفا ، وأوصى بخمس ماله بعد وفاء دينه ، إلى أبي في قرابته المحتاجين . ولم أره يشكو في علته . وكفنوه في برد شراؤه مائتا درهم ، ولم يخلف درهما ، إنما خلف دارين  . 
ومات في شهر رجب سنة إحدى وخمسين ومائة وكذا أرخ موته  يحيى القطان  فيها ،  والأصمعي ،  وسعيد الضبعي ،  وأبو نعيم ،   وسليمان بن حرب ،  وخليفة ،   وابن معين ،  وهو الصحيح . وقال المقري ،   ومكي بن إبراهيم   : سنة خمسين ومائة . 
 [ ص: 372 ] قلت : عاش خمسا وثمانين سنة . وتوفي بالبصرة ،  وترجمته في كراسين من تاريخ دمشق   . يقع لي من عواليه . 
أخبرنا عمر بن عبد المنعم  قراءة عليه ، عن أبي اليمن زيد بن الحسن ،  وكتب إلى يحيى بن أبي منصور ،  أنبأنا أبو اليمن الكندي ،  أنبأنا محمد بن عبد الباقي ،  أنبأنا إبراهيم بن عمر الفقيه حضورا  في سنة خمس وأربعين وأربع مائة ، أنبأنا أبو محمد بن ماسي ،  حدثنا  أبو مسلم الكجي ،  حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ،  حدثنا ابن عون ،  عن الشعبي ،  سمعت النعمان بن بشير  قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووالله لا أسمع أحدا بعده يقول : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبين ذلك أمور مشتبهات -وربما قال : مشتبهة- وسأضرب لكم في ذلك مثلا : إن الله حمى حمى ، وإن حمى الله ما حرم الله ، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى -وربما قال : إنه من يخالط الريبة يوشك أن يجسر متفق عليه . 
وقد رواه مسلم  عن عبد الملك بن شعيب ،  عن أبيه ، عن جده الليث ،  عن خالد بن يزيد ،  عن سعيد بن أبي هلال ،  عن عون بن عبد الله ،  عن الشعبي   . فكأن شيخنا ابن الصيرفي  سمعه من مسلم   . 
وسمعته من إسماعيل بن الفراء ،  وأحمد بن العماد  قالا : أنبأنا أبو محمد بن قدامة ،  أنبأنا هبة الله بن الحسن الدقاق ،  أنبأنا عبد الله بن علي الدقاق ،  أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد المعدل ،  أنبأنا محمد بن عمرو الرزاز ،  حدثنا سعدان  [ ص: 373 ] بن نصر ،  حدثنا عمر بن شبيب ،  عن  عمرو بن قيس الملائي ،  عن  عبد الملك بن عمير ،  عن النعمان بن بشير  قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : الحلال بين والحرام بين ، وبينهما مشتبهات من تركهن استبرأ لدينه وعرضه ، ومن يركبهن يوشك أن يركب الحرام ، كالراعي إلى جنب الحمى يوشك أن يقع فيه ، ولكل ملك حمى ، وإن حمى الله محارمه  . 
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ،  أنبأنا عبد الله بن أحمد ،  أنبأنا أبو الفتح بن النبطي   ( ح ) ، وأنبأتنا ست الأهل بنت علوان ،  أنبأنا البهاء عبد الرحمن ،  أخبرتنا شهدة بنت أحمد  قالا : أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي ،  أنبأنا علي بن محمد ،  أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ،  حدثنا يحيى بن جعفر ،  أنبأنا  علي بن عاصم ،  أنبأنا ابن عون ،  عن إبراهيم ،  عن الأسود  ومسروق ،  عن عائشة   : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يباشرها وهو صائم . ثم قالت : وأيكم أملك لأربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم  . 
 [ ص: 374 ] قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله  في سنة ثلاث وتسعين ، عن عبد المعز بن محمد البزاز ،  وزينب بنت عبد الرحمن الشعرية   ( ح ) وقرأت على إسحاق بن طارق ،  أنبأنا يوسف بن خليل ،  أنبأنا ثابت بن محمد ،  ومحمد بن معمر  ومحمد بن الحسن الإصبهبذ  وطائفة قالوا : 
أنبأنا زاهر بن طاهر ،  أنبأنا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني ،  أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ،  أنبأنا  محمد بن أيوب الرازي ،  حدثنا مسلم بن إبراهيم  قال : سألت ابن عون  فحدثني قال : أتيت أبا وائل ،  وقد عمي ، فقلت لمولاة له : قولي لأبي وائل   : حدثنا ما سمعت من  عبد الله بن مسعود ،  فقالت : يا أبا وائل   : حدثهم ما سمعت من عبد الله  قال : سمعت  عبد الله بن مسعود  يقول : " يا أيها الناس ، إنكم لمجموعون في صعيد واحد ، يسمعكم الداعي وينفذكم البصر ، ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من وعظ بغيره " . 
قال خليفة بن خياط   : حدثنا الوليد بن هشام القحذمي ،  عن أبيه عن ابن عون ،  عن أبيه ، عن جده أرطبان  قال : كنت شماسا في بيعة ميسان ،  فوقعت في السهم لعبد الله بن درة المزني   . 
قال أحمد العجلي   : أهل البصرة   يفخرون بأربعة : أيوب ،  ويونس ،   وسليمان التيمي ،   وابن عون   . 
قال معاذ بن معاذ ،  سمعت ابن عون  يقول : ما بقي أحد أبطن بالحسن  منا . والله لقد أتيت منزله في يوم حار ، وليس هو في منزله فنمت على  [ ص: 375 ] سريره ، فلقد انتبهت وإنه ليروحني  . 
وروى حماد بن زيد ،  عن ابن عون  قال : قلت عند الحسن  ومحمد  فكلاهما لم يزالا قائمين على أرجلهما حتى فرش لي  . 
قال محمد بن عبد الله الأنصاري   : سمعت  عثمان البتي  يقول في شهادة الرجل لأبيه ، لا يجوز إلا أن يكون مثل ابن عون   . 
قال الأنصاري   : وبه آخذ . قد شهدت عند سوار بن عبد الله  لأبي بشهادة فقبلها . 
وروى أبو عبيد ،  عن عبد الرحمن بن مهدي  قال : ما كان بالعراق  أحد أعلم بالسنة من ابن عون   . 
قلت : كان ابن عون  عديم النظير في وقته زهدا وصلاحا . فأما سميه : 
				
						
						
