عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن 
الأمير أبو محمد المرواني ، أخو المنذر . 
تملك الأندلس  بعد أخيه ، وامتدت أيامه . وكان أسن من أخيه بعام ، وكان لينا وادعا ، يحب العافية . فقام عليه في كل قطر من الأندلس  متغلب ، وتناقض أمر المروانية في دولته . 
قال أحمد بن محمد بن عبد ربه   : كان الأمير عبد الله  من أفاضل أمراء بني أمية   . بنى الساباط ، وواظب الخروج عليه إلى الجامع ، والتزم الصلاة إلى جانب المنبر طول مدته . 
وقال  محمد بن وضاح   : كان عبد الله الأمير  من الصالحين المتقين العالمين ، روى العلم كثيرا ، وطالع الرأي ، وأبصر الحديث ، وحفظ القرآن ، وتفقه ، وأكثر الصوم . وكان يلتزم الصلوات في الجامع ، فيمر بالصف ، فيقوم الناس له ، فكتب إليه سعيد بن حمير   : أيها الإمام أنت من المتقين ، وإنما يقوم الناس لرب العالمين ، فلا ترض من رعيتك بغير الصواب ، فإن العزة لله جميعا . فأمر العامة بترك ذلك فلم ينتهوا ، فحينئذ ابتنى الساباط  ؛ طريقا مشهورا من قصره إلى المقصورة . 
 [ ص: 265 ] قال اليسع بن حزم   : استضعفت دولة بني أمية  ، وقام ابن حفصون  ، وكان نصراني الأصل ، فأسلم وتنصح وألب وحشد ، وصارت الأندلس  شعلة تضرم ، ولم يبق لبني أمية  منبر يخطب فيه إلا منبر قرطبة  ، والغارات تشن عليها حتى قام عبد الرحمن الناصر  ، فتراجع الأمر . 
مات عبد الله  في أول ربيع الأول سنة ثلاث مائة وله اثنتان وسبعون سنة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					