[ ص: 495 ] أبو بكر بن عياش ( خ ، 4 ) 
ابن سالم الأسدي ، مولاهم الكوفي الحناط -بالنون- المقرئ ، الفقيه ، المحدث ، شيخ الإسلام ، وبقية الأعلام مولى واصل الأحدب . 
وفي اسمه أقوال : أشهرها شعبة  ، فإن أبا هاشم الرفاعي  ،  وحسين بن عبد الأول  ، سألاه عن اسمه ، فقال : شعبة   . وسأله  يحيى بن آدم  وغيره عن اسمه ، فقال : اسمي كنيتي . وأما  النسائي  فقال : اسمه محمد . وقيل : اسمه مطرف   . وقيل رؤبة . وقيل : عتيق . وقيل : سالم . وقيل : أحمد ، وعنترة ، وقاسم ، وحسين ، وعطاء ، وحماد ، وعبد الله . 
قال هارون بن حاتم   : سمعته يقول : ولدت سنة خمس وتسعين . 
قرأ أبو بكر  القرآن ، وجوده ثلاث مرات على عاصم بن أبي النجود  ، وعرضه أيضا فيما بلغنا على عطاء بن السائب  ،  وأسلم المنقري . 
وحدث عن : عاصم  ،  وأبي إسحاق السبيعي  ،  وعبد الملك بن عمير  ، وإسماعيل السدي  ، وصالح مولى عمرو بن حريث  ، حدثه عن  [ ص: 496 ]  أبي هريرة  ، وحصين بن عبد الرحمن ،  وأبي حصين عثمان بن عاصم  ،  وحميد الطويل  ،  والأعمش  ،  وهشام بن حسان  ،  ومنصور بن المعتمر  ،  ومغيرة بن مقسم  ، ومطرف بن طريف  ، ويحيى بن هانئ المرادي  ، ودهثم بن قران  ، وسفيان التمار  ،  وحبيب بن أبي ثابت  ، وهو من كبار شيوخه ،  وعبد العزيز بن رفيع  ،  وهشام بن عروة  ، وخلق سواهم . 
حدث عنه : ابن المبارك  ،  والكسائي  ،  ووكيع  ، وأبو داود  ،   وأحمد بن حنبل  ،  ومحمد بن عبد الله بن نمير  ،  وإسحاق ابن راهويه  ،  وأبو بكر بن أبي شيبة  ، وأبو كريب ،   وعلي بن محمد الطنافسي  ،  والحسن بن عرفة ،   وأبو هشام الرفاعي  ، ويحيى الحماني  ،  وهناد بن السري  ، وخلق كثير ، آخرهم موتا :  أحمد بن عبد الجبار العطاردي   . 
وتلا عليه جماعة ، منهم : أبو الحسن الكسائي  ، ومات قبله ، ويحيى العليمي  ، وأبو يوسف الأعشى  ، وعبد الحميد بن صالح البرجمي  ، وعروة بن محمد الأسدي  ، وعبد الرحمن بن أبي حماد  ، وأخذ عنه الحروف تحريرا وإتقانا : يحيى بن آدم . ذكره  أحمد بن حنبل  فقال : ثقة ، ربما غلط ، صاحب قرآن وخير . 
قال أبو حاتم   : سمعت علي بن صالح الأنماطي  ، سمعت أبا بكر بن عياش  يقول : القرآن كلام الله ألقاه إلى جبريل  ، وألقاه جبريل  إلى محمد   -صلى الله عليه وسلم- ، منه بدأ ، وإليه يعود . 
وقال ابن المبارك   : ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من  أبي بكر بن عياش   [ ص: 497 ] وقال  يحيى بن معين   : ثقة . وقال غير واحد : إنه صدوق ، وله أوهام . وقال أحمد   : كان يحيى بن سعيد  لا يعبأ بأبي بكر ،  وإذا ذكر عنده ، كلح وجهه . 
وروى مهنا بن يحيى  ، عن  أحمد بن حنبل  ، قال : أبو بكر كثير الغلط جدا ، وكتبه ليس فيها خطأ . 
قال علي ابن المديني   : سمعت  يحيى القطان  ، يقول : لو كان أبو بكر بن عياش  بين يدي ما سألته عن شيء . ثم قال : إسرائيل  فوقه . 
قال  محمد بن عبد الله بن نمير   : أبو بكر  ضعيف في الأعمش  وغيره . 
وقال عثمان الدارمي   : أبو بكر  وأخوه حسن  ليسا بذاك . 
وقال ابن أبي حاتم   : سألت أبي عن أبي بكر  ، وأبي الأحوص   . فقال : ما أقربهما ، لا أبالي بأيهما بدأت . وقال أبي : أبو بكر  وشريك  في الحفظ سواء ، غير أن أبا بكر  أصح كتابا . 
وقال نعيم بن حماد   : سمعت أبا بكر  يقول : سخاء الحديث كسخاء المال . 
قلت : فأما حاله في القراءة ، فقيم بحرف عاصم  ، وقد خالفه حفص  في أزيد من خمسمائة حرف ، وحفص  أيضا حجة في القراءة ، لين في الحديث . وقد وقع لي حديث أبي بكر  عاليا ، فأنبأنا أحمد بن سلامة  ،  [ ص: 498 ] والخضر بن عبد الله بن حمويه  ، وأحمد بن أبي عصرون  ، عن أبي الفرج بن كليب  ، أخبرنا علي بن بيان  ، أخبرنا محمد بن محمد  ، أخبرنا إسماعيل بن محمد  ، حدثنا الحسن بن عرفة  ، حدثني أبو بكر بن عياش  ، عن أبي إسحاق  ، عن  البراء بن عازب  ، قال : خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ، فأحرمنا بالحج ، فلما قدمنا مكة قال : اجعلوا حجكم عمرة ، فقال الناس : يا رسول الله ، فكيف نجعلها عمرة ، وقد أحرمنا بالحج ؟ قال : انظروا الذي آمركم به فافعلوا ، فردوا عليه القول فغضب ، ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان ، فرأت الغضب في وجهه فقالت : من أغضبك أغضبه الله . قال : وما لي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع هذا حديث صحيح من العوالي ، يرويه عدة في وقتنا عن النجيب  ، وابن عبد الدائم  بسماعهما من ابن كليب   . أخرجه ابن ماجه  عن الثقة عن أبي بكر   . 
قال  عثمان بن أبي شيبة   : أحضر  هارون الرشيد  أبا بكر بن عياش  من الكوفة  ، فجاء ومعه  وكيع  ، فدخل  ووكيع  يقوده ، فأدناه الرشيد  ، وقال له : قد أدركت أيام بني أمية  وأيامنا ، فأينا خير؟ قال : أنتم أقوم بالصلاة ، وأولئك كانوا أنفع للناس . قال : فأجازه الرشيد  بستة آلاف دينار ، وصرفه ، وأجاز  وكيعا  بثلاثة آلاف  . رواها محمد بن عثمان  عن أبيه .  [ ص: 499 ] 
قال أبو داود   : حدثنا حمزة بن سعيد المروزي  ، وكان ثقة ، قال : سألت أبا بكر بن عياش   . فقلت : قد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن . قال : ويلك ، من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه  . 
روى يحيى بن أيوب  ، عن أبي عبد الله النخعي  ، قال : لم يفرش لأبي بكر بن عياش  فراش خمسين سنة . ابن أبي شيخ   : حدثنا يحيى بن سعيد  ، قال : زاملت أبا بكر بن عياش  إلى مكة  ، فما رأيت أورع منه ، لقد أهدى له رجل رطبا ، فبلغه أنه من بستان أخذ من خالد بن سلمة المخزومي ، فأتى آل خالد ، فاستحلهم ، وتصدق بثمنه  . 
قال أبو عبد الله المعيطي   : رأيت أبا بكر بن عياش  بمكة  جاءه سفيان بن عيينة  ، فبرك بين يديه ، فجاء رجل يسأل سفيان  عن حديث ، فقال : لا تسألني عن حديث ما دام هذا الشيخ قاعدا . رواها يعقوب بن شيبة  عن المعيطي  ، وقال : فجعل أبو بكر  يقول : يا سفيان  ، كيف أنت ؟ وكيف عائلة أبيك ؟ 
قال  أحمد بن حنبل   : سمعت أبا بكر  يقول : قال لي  عبد الملك بن عمير   : حدثني . وكنت أحدث أبا إسحاق السبيعي  ، فيستمع إلي ، وكنت أحدث الأعمش  ، فيستعيدني . 
قال أبو هشام الرفاعي   : سمعت أبا بكر  يقول : أنا أكبر من  سفيان الثوري  بسنتين .  [ ص: 500 ] وقال سفيان بن عيينة   : أبو بكر أكبر مني بعشر سنين . وقال الأخنسي   : سمعت أبا بكر  يقول : والله لو أعلم أن أحدا يطلب الحديث بمكان كذا وكذا ، لأتيت منزله حتى أحدثه . 
وعن  محمد بن عيسى بن الطباع  ، قال : شهد أبو بكر بن عياش  عند شريك  ، فكأنه رأى من شريك  استخفافا . فقال : أعوذ بالله أن أكون جبارا ، قال : فقال شريك   : ما كنت أظن أن هذا الحناط هكذا أحمق . 
وقال أبو أحمد الزبيري   : كنت عند الثوري  ، وكان أبو بكر بن عياش  غائبا ، فجاءه أخوه الحسن بن عياش  ، فقال سفيان   : أيش حال شعبة  ، قدم بعد ؟ يعني أخاه . 
وقال بشر الحافي   : قال عيسى بن يونس   : سألت أبا بكر بن عياش  عن الحديث ، فقال : إن كنت تحب أن تحدث فلست بأهل أن تؤتى ، وإن كنت تكره أن تؤتى ، فبالحري أن تنجو . 
قال يعقوب الفسوي   : سمعت  أحمد بن يونس  ، وذكروا له حديثا أنكروه من حديث أبي بكر  ، عن الأعمش   . فقال : كان الأعمش  يضرب هؤلاء ويشتمهم ويطردهم ، وكان يأخذ بيد أبي بكر  ، فيجلس معه في زاوية لحال القرآن . 
وقال أبو هشام الرفاعي   : قال أبو بكر بن عياش  للحسن بن الحسن  بالمدينة   : ما أبقت الفتنة منك ؟ فقال : وأي فتنة رأيتني فيها ؟ قال : رأيتهم يقبلون يدك ولا تمنعهم . 
أبو هشام الرفاعي   : سمعت أبا بكر بن عياش  يقول : أبو بكر الصديق  خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نص القرآن ، لأن الله تعالى يقول :  [ ص: 501 ] للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون   [ الحشر : 8 ] قال : فمن سماه الله صادقا فليس يكذب ، هم قالوا : يا خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -  . 
قال يعقوب بن شيبة  الحافظ : كان أبو بكر  معروفا بالصلاح البارع ، وكان له فقه ، وعلم الأخبار ، وفي حديثه اضطراب . 
وقال  أبو نعيم الفضل بن دكين   : لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا من أبي بكر   . 
وقال  يزيد بن هارون   : كان أبو بكر بن عياش  خيرا فاضلا ، لم يضع جنبه على الأرض أربعين سنة . 
وقال  يحيى بن عبد الحميد الحماني   : حدثني أبو بكر بن عياش  قال : جئت ليلة إلى زمزم  ، فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا . 
قال أبو هشام الرفاعي   : سمعت أبا بكر  يقول : الخلق أربعة : معذور ، ومخبور ، ومجبور ، ومثبور . فالمعذور : البهائم ، والمخبور : ابن آدم ، والمجبور : الملك ، والمثبور : الجن  . 
وعن  أبي بكر بن عياش  قال : أدنى نفع السكوت السلامة ، وكفى به عافية ، وأدنى ضرر المنطق الشهرة ، وكفى بها بلية  . 
روى عثمان بن سعيد الدارمي  ، عن  يحيى بن معين  ، قال : الحسن بن عياش  ، وأخوه أبو بكر   : ثقتان . 
قال أحمد بن يزيد   : سمعت أبا بكر بن عياش  يقول : سمعت الأعمش   [ ص: 502 ] يقول لأصحاب الحديث ، إذا حدث بثلاثة أحاديث : قد جاءكم السيل ، وأنا اليوم مثل الأعمش   . 
فقلت : من فوائد أبي عمرو أحمد بن محمد النيسابوري  ، حدثنا أبو تراب محمد بن الفرج  ، قال : سمعت خالد بن عبد الله الكوفي  يقول : كان في سكة  أبي بكر بن عياش  كلب ، إذا رأى صاحب محبرة حمل عليه ، فأطعمه أصحاب الحديث شيئا فقتلوه ، فخرج أبو بكر  ، فلما رآه ميتا قال : إنا لله ، ذهب الذي كان يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر . 
قال  يحيى بن آدم   : قال لي أبو بكر   : تعلمت من عاصم القرآن كما يتعلم الصبي من المعلم ، فلقي مني شدة ، فما أحسن غير قراءته . وهذا الذي أحدثك به من القراءات ، إنما تعلمته من عاصم تعلما . وفي رواية عن أبي بكر  قال : أتيت عاصما  ، وأنا حدث . 
وقال هارون بن حاتم   : سمعت رجلا أنه سأل أبا بكر   : أقرأت على أحد غير عاصم  ؟ قال : نعم ، على عطاء بن السائب  ، وأسلم المنقري   . هذا إسناد لم يصح . 
قال  يحيى بن آدم  ، عن  أبي بكر بن عياش  قال : تعلمت القرآن من عاصم  خمسا خمسا ، ولم أتعلم من غيره ، ولا قرأت على غيره . يحيى  ، عن أبي بكر  قال : اختلفت إلى عاصم  نحوا من ثلاث سنين ، في الحر والشتاء والمطر ، حتى ربما استحييت من أهل مسجد بني كاهل . 
وقال لي عاصم   : احمد الله -تعالى- فإنك جئت وما تحسن شيئا ، فقلت : إنما خرجت من المكتب ثم جئت إليك .  [ ص: 503 ] قال : فلقد فارقت عاصما  ، وما أسقط من القرآن حرفا . قال عبيد بن يعيش   : سمعت أبا بكر  يقول : ما رأيت أحدا أقرأ من عاصم  ، فقرأت عليه ، وما رأيت أحدا أفقه من المغيرة  فلزمته . 
وعن  أبي بكر بن عياش  قال : الدخول في العلم سهل ، لكن الخروج منه إلى الله شديد . 
وعن بشر بن الحارث  ، سمع أبا بكر بن عياش  يقول : يا ملكي ادعوا الله لي ، فإنكما أطوع لله مني . 
وقد روي من وجوه متعددة ، أن أبا بكر بن عياش  مكث نحوا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة . وهذه عبادة يخضع لها ، ولكن متابعة السنة أولى . فقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث . وقال عليه السلام : لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث  . 
قال أبو العباس بن مسروق   : حدثنا يحيى الحماني  ، قال : لما  [ ص: 504 ] حضرت أبا بكر  الوفاة ، بكت أخته ، فقال لها : ما يبكيك ؟ انظري إلى تلك الزاوية ، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة  . 
قال سفيان بن عيينة   : قال لي أبو بكر بن عياش   : رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة  . 
وروى ابن أبي الدنيا  ، عن محمد بن عبيد القرشي   - وهو والده ، إن شاء الله - قال : قال أبو بكر بن عياش   : وددت أنه صفح لي عما كان مني في الشباب ، وأن يدي قطعتا . سئل أبو بكر  عن القرآن فقال : هو كلام الله غير مخلوق . وعن أبي بكر  قال : إمامنا يهمز ( مؤصدة ) فأشتهي أن أسد أذني إذا همزها  . 
قال  أحمد بن يونس   : قلت لأبي بكر بن عياش   : لي جار رافضي قد مرض . قال : عده مثل ما تعود اليهودي والنصراني ، لا تنوي فيه الأجر  . 
قال يوسف بن يعقوب الصفار   : سمعت أبا بكر  يقول : ولدت سنة سبع وتسعين . وأخذت رزق عمر بن عبد العزيز  ، ومكثت خمسة أشهر ، ما شربت ماء ، ما أشرب إلا النبيذ . قلت : النبيذ الذي هو نقيع التمر ، ونقيع الزبيب ، ونحو ذلك ،  [ ص: 505 ] والفقاع ، حلال شربه ، وأما نبيذ الكوفيين الذي يسكر كثيره ، فحرام الإكثار منه عند الحنفية وسائر العلماء ، وكذلك يحرم يسيره عند الجمهور ، ويترخص فيه الكوفيون ، وفي تحريمه عدة أحاديث . 
وكان الإمام أبو بكر  قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة ، ثم كان يروي الحروف ، فقيدها عنه  يحيى بن آدم  عالم الكوفة  ، واشتهرت قراءة عاصم  من هذا الوجه وتلقتها الأمة بالقبول ، وتلقاها أهل العراق   . وأما الحديث ، فيأتي أبو بكر فيه بغرائب ، ومناكير . 
قال محمد بن المثنى : ذكرت  لعبد الرحمن بن مهدي  حديث أبى بكر بن عياش  عن منصور  ، عن مجاهد  ، عن  سعيد بن المسيب  ، قال : قال عمر : لا تقطع الخمس إلا في خمس ، وحديث مطرف عن الشعبي ، أن عمر قال : لا يرث قاتل خطأ ولا عمدا  . حدث بهما أبو بكر  ، فأيهما أنكر عندك ؟ -وكان حديث مطرف عندي أنكر- فقال : حديث منصور  ، ثم قال عبد الرحمن   : قد سمعتهما منه منذ أربعين سنة . 
قال أحمد بن عبد الله بن يونس   : حدثنا أبو بكر  ، عن هشام  ، عن ابن  [ ص: 506 ] سيرين  ، عن  أبي هريرة  قال : أتى رجل أهله ، فرأى ما بهم من الخصاصة ، فخرج إلى البرية ، فقالت امرأته : اللهم ارزقنا ما يعتجن ، ويختبز ، قال : فإذا الجفنة ملأى عجينا ، وإذا الرحى تطحن ، وإذا التنور ملأى جنوب شواء . فجاء زوجها ، فقال : عندكم شيء ؟ قالت : نعم رزق الله ، فجاء فكنس ما حول الرحى ، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : لو تركها لدارت أو لطحنت إلى يوم القيامة فهذا حديث منكر . 
قال  أحمد بن حنبل   : كان يحيى بن سعيد  ينكر حديث  أبي بكر بن عياش  ، عن أبي إسحاق  ، عن عبد الرحمن بن يزيد  ، قال : ذكر عند ابن مسعود  امرأة ، فقالوا : إنها تغتسل ثم تتوضأ . فقال : أما إنها لو كانت عندي لم تفعل ذلك  . قال أحمد   : نراه وهم أبو بكر  ، وإنما هذا يرويه الأعمش  ، عن إبراهيم  ، عن علقمة   . 
الحسن بن عليل العنزي   : حدثنا محمد بن إسماعيل القرشي  ، عن  أبي بكر بن عياش  قال : قال لي الرشيد   : كيف استخلف أبو بكر   -رضي الله عنه- ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، سكت الله ، وسكت رسوله ، وسكت المؤمنون . فقال : والله ما زدتني إلا عمى . قلت : مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانية أيام ، فدخل عليه بلال ، فقال : مروا أبا بكر  يصلي بالناس ، فصلى بالناس ثمانية أيام ، والوحي ينزل ، فسكت رسول الله لسكوت الله ، وسكت المؤمنون لسكوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعجبه ذلك . وقال : بارك الله فيك . 
زكريا الساجي   : حدثنا أحمد بن عبد الجبار  ، حدثني محمد بن عبد الله  ، حدثني إبراهيم بن أبي بكر بن عياش  ، قال : طلب الرشيد  أبي ،  [ ص: 507 ] فمضى إليه ، فقال : إن أبا معاوية  حدثني بحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : يكون قوم بعدي ينبزون بالرافضة ، فاقتلوهم فإنهم مشركون فوالله لئن كان الحديث حقا لأقتلنهم ، فلما رأيت ذلك خفت وقلت : يا أمير المؤمنين ، لئن كان ذلك ، فإنهم ليحبونكم أشد من بني أمية  ، وهم إليكم أميل . قال : فسري عنه وأمر لي بأربع بدر ، فأخذتها  . قلت : محمد بن عبد الله  مجهول . 
قال أبو سعيد الأشج   : قدم جرير بن عبد الحميد  ، فأخلي له مجلس  أبي بكر بن عياش  ، فقال أبو بكر   : والله لأخرجن غدا من رجالي رجلين لا يبقى عند جرير  أحد . قال : فأخرج أبا إسحاق السبيعي  ، وأبا حصين   . الأحمسي   : ما رأيت أحدا أحسن صلاة من  أبي بكر بن عياش   . قال نعيم بن حماد   : كان أبو بكر بن عياش  يبزق في وجوه أصحاب الحديث . وقد اعتنى  أبو أحمد بن عدي  بأمر أبي بكر  ، وقال : لم أر له حديثا منكرا من رواية ثقة عنه . 
قال يوسف بن يعقوب الصفار  وغيره ، ويحيى بن آدم  ،  وأحمد بن حنبل   : مات أبو بكر  في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة قلت : عاش ستا وتسعين سنة . أخبرنا ابن قوام ، وجماعة قالوا : أخبرنا ابن الزبيدي  ، أخبرنا أبو الوقت  ، أخبرنا الداودي  ، أخبرنا ابن حمويه  ، أخبرنا الفربري  ، حدثنا  البخاري  ، حدثنا يوسف بن راشد  ، حدثنا أحمد بن عبد الله  ، حدثنا أبو بكر  ،  [ ص: 508 ] عن حميد  ، عن أنس  سمعه يقول : سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : إذا كان يوم القيامة شفعت . فقلت : يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة ، فيدخلون ، ثم أقول : يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء  . فقال أنس   : كأني أنظر إلى أصابع رسول الله . هذا من أغرب ما في الصحيح . ويوسف : هو القطان  ، نسبه إلى جده وأحمد : هو اليربوعي   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					