أبو نعيم   : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ،  عن العيزار بن حريث  ، عن النعمان بن بشير  ، قال : استأذن أبو بكر  على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عائشة  ترفع صوتها عليه ، فقال : يا بنت فلانة ، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها . ثم خرج أبو بكر  ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها ، وقال : ألم تريني حلت بين الرجل وبينك " . ثم استأذن أبو بكر  مرة أخرى ، فسمع تضاحكهما ، فقال : أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما  . 
أخرجه أبو داود   والنسائي  من طريق  حجاج بن محمد  ، عن يونس   [ ص: 172 ] نحوه . لكنه قال : عن أبيه ، عن أبي إسحاق  ، عن العيزار  ، عن النعمان   . 
ورواه عمرو العنقزي  عن يونس  ، عن أبيه ، فأسقط العيزار   . 
وروى نحوه أحمد  في " مسنده " عن  وكيع ،  عن إسرائيل ،  عن أبي إسحاق  ، عن العيزار بن حريث  ، عن النعمان .  
موسى بن علي بن رباح  ، سمعت أبي يقول : أخبرني أبو قيس مولى عمرو  ، قال : بعثني عبد الله بن عمرو  إلى أم سلمة   : سلها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ؟ فإن قالت : لا ، فقل : إن عائشة  تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم ، فقالت : لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حبا ، أما إياي ، فلا  . 
أحمد  في " مسنده " : حدثنا عثمان بن عمر   : حدثنا يونس الأيلي   : حدثنا أبو شداد  ، عن مجاهد  ، عن  أسماء بنت عميس  ، قالت : كنت صاحبة عائشة  التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة ، فما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن ، فشرب منه ، ثم ناوله عائشة  ، فاستحيت الجارية ، فقلنا : لا تردي يد رسول الله ، خذي منه ، فأخذت منه على حياء ، فشربت . ثم قال : ناولي صواحبك ، فقلنا : لا نشتهيه ، فقال : لا تجمعن جوعا وكذبا ، فقلت : يا رسول الله ، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه :  [ ص: 173 ] لا تشتهيه أيعد ذلك كذبا ؟ قال : إن الكذب يكتب ، حتى تكتب الكذيبة كذيبة  . 
هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من طريق أبي شداد  ، وليس بالمشهور . قد روى عنه  ابن جريج  أيضا . ثم هو خطأ ، فإن أسماء  ، كانت وقت عرس عائشة  بالحبشة  مع  جعفر بن أبي طالب  ، ولا نعلم لمجاهد  سماعا عن أسماء  ، أو لعلها أسماء بنت يزيد ،  فإنها روت عجز هذا الحديث . زكريا بن أبي زائدة  ، عن خالد بن سلمة  ، عن البهي ،  عن عروة  ، قال : قالت عائشة   : ما علمت حتى دخلت علي زينب  بغير إذن وهي غضبى ، ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أحسبك إذا قلبت لك بنية أبي بكر  ذريعتيها ؟ ثم أقبلت علي ، فأعرضت عنها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دونك  [ ص: 174 ] فانتصري ، فأقبلت عليها حتى رأيت قد يبس ريقها في فمها ، فما ترد علي شيئا ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه أحمد بن عبيد الله النرسي   : حدثنا يحيى الخواص   : حدثنا محاضر  ، عن  هشام بن عروة  ، عن أبيه ، عن عائشة  قالت : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير يومي يطلب مني ضجعا ، فدق ، فسمعت الدق ، ثم خرجت ، ففتحت له ، فقال : ما كنت تسمعين الدق ؟ قلت : بلى ، ولكنني أحببت أن يعلم النساء أنك أتيتني في غير يومي  . 
 هشام بن عروة  ، عن أبيه ، عن عائشة  ، قالت : سابقني النبي صلى الله عليه وسلم ، فسبقته ما شاء ، حتى إذا رهقني اللحم ، سابقني ، فسبقني ، فقال : يا عائشة  هذه بتلك  .  [ ص: 175 ] 
ورواه أبو إسحاق الفزاري  عن هشام  ، فقال : عن أبيه ، وعن أبي سلمة  عنها . أخرجه هكذا أبو داود   . أبو سعد البقال  عن  عبد الرحمن بن الأسود  ، عن أبيه : قالت عائشة   : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه جبريل  بصورتي ، وإني لجارية علي حوف ، فلما تزوجني ، ألقى الله علي حياء وأنا صغيرة  . 
الحوف : سيور في الوسط . 
مسعر  ، عن المقدام بن شريح  ، عن أبيه ، عن عائشة  ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه ، ثم يأخذه ، فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي  . 
رواه شعبة  والناس عن المقدام  ، أخرجه مسلم .  
أخبرنا علي بن محمد  ،  ومحمد بن علي  ، وعلي بن بقاء  وأهله فاطمة الآمدية  ، وأحمد بن إبراهيم الدباغ  ، وعبد الدائم الوزان  ، وعبد الصمد  [ ص: 176 ] الزاهد  ، ومحمد بن هاشم العباسي  ، ونصر بن أبي الضوء ،  وزينب بنت سليمان ،  وعدة ، قالوا : أخبرنا الحسين بن المبارك   : أخبرنا عبد الأول بن عيسى   : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد   : أخبرنا عبد الله بن أحمد   : أخبرنا محمد بن يوسف   : حدثنا  محمد بن إسماعيل :  حدثنا أبو نعيم   : حدثنا عبد الواحد بن أيمن   : حدثني  ابن أبي مليكة ،  عن القاسم  ، عن عائشة   : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج ، أقرع بين نسائه ، فطارت القرعة  لعائشة   وحفصة  ، وكان إذا كان بالليل ، سار مع عائشة  يتحدث ، فقالت حفصة   : ألا تركبين الليلة بعيري ، وأركب بعيرك تنظرين وأنظر ، فقالت : بلى ، فركبت ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة  ، وعليه حفصة  ، فسلم عليها ، ثم سار حتى نزلوا ، وافتقدته عائشة  فلما نزلوا ، جعلت رجليها بين الإذخر وتقول : يا رب ، سلط علي عقربا أو حية تلدغني ، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئا  . 
أخرجه مسلم  عن إسحاق  ، عن أبي نعيم  ، فوقع لنا بدلا عاليا . 
زياد بن أيوب   : حدثنا مصعب بن سلام :  حدثنا محمد بن سوقة  ، عن  [ ص: 177 ] عاصم بن كليب  ، عن أبيه : قال : انتهينا إلى علي  رضي الله عنه ، فذكر عائشة  ، فقال : خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم  . 
هذا حديث حسن . ومصعب  فصالح لا بأس به . وهذا يقوله أمير المؤمنين في حق عائشة  مع ما وقع بينهما ، فرضي الله عنهما . ولا ريب أن عائشة  ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة  وحضورها يوم الجمل ، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ ، فعن عمارة بن عمير  ، عمن سمع عائشة   : إذا قرأت : وقرن في بيوتكن  بكت حتى تبل خمارها . 
قال أحمد  في " مسنده " : حدثنا  يحيى القطان  ، عن إسماعيل   : حدثنا قيس  ، قال : لما أقبلت عائشة  ، فلما بلغت مياه بني عامر  ليلا . نبحت الكلاب ، فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب . قالت : ما أظنني إلا أنني راجعة . قال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون ، فيصلح الله ذات بينهم . قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب  .  [ ص: 178 ] 
هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجوه . 
عن صالح بن كيسان  وغيره : أن عائشة  جعلت تقول : إن عثمان  قتل مظلوما ، وأنا أدعوكم إلى الطلب بدمه ، وإعادة الأمر شورى  . 
هلال بن خباب  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس  ، أنه قال للزبير  يوم الجمل : هذه عائشة  تملك الملك لقرابتها طلحة  ، فأنت علام تقاتل قريبك عليا   ! فرجع الزبير  ، فلقيه ابن جرموز  ، فقتله  . 
قلت : قد سقت وقعة الجمل ملخصة في مناقب علي  ، وإن عليا  وقف على خباء عائشة  يلومها على مسيرها ، فقالت : يا ابن أبي طالب  ، ملكت فأسجح ، فجهزها إلى المدينة  ، وأعطاها اثني عشر ألفا ، فرضي الله عنه وعنها . 
وفي " صحيح  البخاري   " من طريق أبي حصين  عن عبد الله بن زياد  ، عن  عمار بن ياسر  ، سمعه على المنبر يقول : إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة . يعني : عائشة .  
وفي لفظ ثابت   : أشهد بالله إنها لزوجته . 
شعبة  ، عن الحكم ،  عن أبي وائل   : سمع عمارا  يقول ، حين بعثه علي  إلى الكوفة  ليستنفر الناس : إنا لنعلم إنها لزوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلاكم بها ، لتتبعوه ، أو إياها .  [ ص: 179 ] 
 أبو إسحاق السبيعي  ، عن عمرو بن غالب   : أن رجلا نال من عائشة  عند عمار ،  فقال : اغرب مقبوحا ، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟  . 
صححه الترمذي  في بعض النسخ ، وفي بعض النسخ : هذا حديث حسن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					