الكندية 
قال  عبد الله بن محمد بن عقيل :  نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة   . وهي الشقية التي سألته أن يفارقها ، ويردها إلى قومها ، ففعل  .  [ ص: 258 ] 
رواه عنه عبيد الله بن عمرو   . 
وروى الواقدي   : حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة  ، عن عبد الواحد بن أبي عون   : أن النعمان بن أبي الجون الكندي  قدم مسلما ، فقال : يا رسول الله ، ألا أزوجك أجمل أيم في العرب ، وقد رغبت فيك ؟ فتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش ، فقال : لا تقصر بها في المهر . قال : ما أصدقت أحدا فوق هذا . 
فبعث معه أبا أسيد  ، فلما قدما عليها ، جلست ، وأذنت له ، فقال أبو أسيد   : إن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يراهن الرجال ، فتحملت مع الظعينة على جمل في محفة ؛ فأقبلت بها حتى أنزلتها في بني ساعدة  ، فدخل عليها النساء ، فرحبن بها ، ثم خرجن ، فذكرن جمالها ، وشاع ذلك ، فدخل عليها داخل من النساء ، فقيل لها : إنك ملكة ، فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقولي : أعوذ بالله منك ! فإنه يرغب فيك  . 
وعن ابن أبي عون  قال : فتزوج الكندية في سنة تسع من ربيع الأول . 
الواقدي   : حدثنا ابن أبي الزناد  ، عن  هشام بن عروة  ، عن أبيه : أن الوليد  كتب إليه يسأله : هل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت الأشعث  ؟ فقال : ما  [ ص: 259 ] تزوجها قط ، ولا تزوج كندية إلا بنت الجون  ، فملكها ، فلما أتي بها ، نظر إليها ، فطلقها ، ولم يبن بها  . 
عن  أبي أسيد الساعدي  ، قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية  فأرسلني ، فجئت بها ، فقالت حفصة   لعائشة   : اخضبيها أنت ، وأنا أمشطها ، ففعلتا . ثم قالت لها إحداهما : إنه يعجبه أن تقول المرأة : أعوذ بالله منك ! فلما دخلت عليه ، وأرخى الستر ، مد يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ! فقال بكمه على وجهه ، فاستتر . وقال : عذت بمعاذ ، وخرج ، فقال : يا أبا أسيد  ، ألحقها بأهلها ، ومتعها برازقيين يعني كرباسين . 
فكانت تقول : ادعوني الشقية . 
إسناده واه . وقد ذكره  الحاكم  في " مستدركه " .  [ ص: 260 ] 
وعن زهير بن معاوية   : قال : فماتت كمدا . 
وعن الكلبي  ، قال : خلف على أسماء بنت النعمان  المهاجر بن أبي أمية  ، فهم عمر  أن يعاقبهما ، فقالت : والله ما ضرب علي حجابا ، ولا سميت بأم المؤمنين ، فكف عنها  . 
				
						
						
