أحمد بن الأزهر ( س ، ق ) 
ابن منيع بن سليط الإمام الحافظ الثبت ، أبو الأزهر ، العبدي  [ ص: 364 ] النيسابوري ، محدث خراسان  في زمانه . 
ولد بعد السبعين ومائة . 
رأى سفيان بن عيينة  ، وما أدري لم لم يسمع منه . 
وسمع  عبد الله بن نمير  ،  وأسباط بن محمد  ، ومالك بن سعير  ، ويعقوب بن إبراهيم  ،  ووهب بن جرير  ، وعبد الرزاق  ، ويعلى بن عبيد  ، وأنس بن عياض الليثي  ، وعبد الله بن ميمون القداح  ، وأبا أسامة  ،  ومحمد بن بشر  ،  وابن أبي فديك  ، ومروان بن محمد الطاطري  ، وخلقا سواهم بالحجاز   . واليمن  والشام  والكوفة  والبصرة  ، وخراسان   . وجمع وصنف . 
حدث عنه : رفيقاه محمد بن رافع  ، ومحمد بن يحيى  ، وقد سمع منه شيخه يحيى بن يحيى التميمي   . وحدث عنه  النسائي  ،  وابن ماجه  ، وأبو حاتم  ، وأبو زرعة  ،  وموسى بن هارون  ،  وإبراهيم بن أبي طالب  ، وابن خزيمة  ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء  ،  وأبو حامد بن الشرقي  ، وخلق خاتمتهم محمد بن الحسين القطان   . وممن قيل روى عنه أبو محمد الدارمي  ،  والبخاري  ، ومسلم   . وهو ثقة بلا تردد ، غاية ما نقموا عليه ذاك  [ ص: 365 ] الحديث في فضل علي   -رضي الله عنه- ولا ذنب له فيه . 
قال  النسائي   والدارقطني   : لا بأس به . 
وقال أبو حاتم  وصالح بن محمد   : صدوق . 
وقال  ابن عدي   :  أبو الأزهر هذا كتب الحديث ، فأكثر ، ومن أكثر لا بد من أن يقع في حديثه الواحد والاثنان والعشرة مما ينكر . 
وسمعت أبا حامد بن الشرقي  يقول : قيل لي : لم لم ترحل إلى العراق؟  فقلت : وما أصنع بالعراق  وعندنا من بنادرة الحديث ثلاثة : الذهلي  ، وأبو الأزهر  ، وأحمد بن يوسف السلمي؟   . 
وقال ابن الشرقي   : سمعت أبا الأزهر  يقول : كتب عني يحيى بن يحيى   . 
وقال مكي بن عبدان   : سألت مسلما  عن أبي الأزهر  ، فقال : اكتب عنه .  [ ص: 366 ] 
قال  الحاكم   : ولعل متوهما يتوهم أن أبا الأزهر  فيه لين لقول  ابن خزيمة  في مصنفاته : حدثنا أبو الأزهر  ، وكتبته من كتابه ، وليس كما يتوهم ، فإن أبا الأزهر  ، كف بصره في آخر عمره ، وكان لا يحفظ حديثه ، فربما قرئ عليه في الوقت بعد الوقت . فقيد أبو بكر  بسماعاته منه بهذه الكلمة . 
قال  الحاكم   : حدثنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر  ، حدثنا  أحمد بن الأزهر  ، حدثنا عبد الرزاق  ، أخبرنا معمر  ، عن الزهري  ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة  ، عن ابن عباس  ، قال : نظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى علي بن أبي طالب ، فقال : أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة . حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله . فالويل لمن أبغضك بعدي  . 
قال  الحاكم   : حدث به ابن الأزهر  ببغداد  في حياة أحمد   وابن المديني   وابن معين  ، فأنكره من أنكره ، حتى تبين للجماعة أن أبا الأزهر  بريء الساحة منه ، فإن محله محل الصادقين . 
وقد توبع عليه عن عبد الرزاق   . فحدثني عبد الله بن سعد  ، حدثنا محمد بن حمدون  ، حدثنا محمد بن علي بن سفيان النجار  ، حدثنا عبد الرزاق  فذكره . وسمعت أبا علي الحافظ  ، سمعت  أحمد بن يحيى بن زهير  يقول : لما حدث أبو الأزهر  بحديثه عن عبد الرزاق  في الفضائل ، أخبر  [ ص: 367 ]  يحيى بن معين  بذلك ، فبينا هو عند يحيى  في جماعة أهل الحديث ، إذ قال يحيى   : من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن عبد الرزاق؟  فقام أبو الأزهر  ، فقال : هو ذا أنا . فتبسم  يحيى بن معين  ، وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته ، وقال : الذنب لغيرك فيه . 
وسمعت أبا أحمد الحافظ  يقول : سمعت أبا حامد بن الشرقي  ، وسئل عن حديث أبي الأزهر  عن عبد الرزاق  في فضل علي  ، فقال : هذا حديث باطل . ثم قال : والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر  يمكنه من كتبه ، فأدخل هذا عليه . وكان معمر  رجلا مهيبا لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبد الرزاق  في كتاب ابن أخي معمر   . 
قلت : ولتشيع عبد الرزاق  سر بالحديث ، وكتبه ، وما راجع معمرا  فيه ، ولكنه ما جسر أن يحدث به لمثل أحمد   وابن معين  وعلي  ، بل ولا خرجه في تصانيفه . وحدث به وهو خائف يترقب . 
قال  الحاكم   : سمعت محمد بن حامد البزاز  ، سمعت مكي بن عبدان  ، سمعت أبا الأزهر  يقول : خرج عبد الرزاق  إلى قريته ، فبكرت إليه يوما ، حتى خشيت على نفسي من البكور . قال : فوصلت إليه قبل أن يخرج لصلاة الصبح . فلما خرج ، رآني ، فقال : كنت البارحة هاهنا؟ 
قلت : لا ، ولكني خرجت في الليل ، فأعجبه ذلك . فلما فرغ من صلاة  [ ص: 368 ] الصبح ، دعاني ، وقرأ علي هذا الحديث ، وخصني به دون أصحابي . 
وقال أبو محمد بن الشرقي   : حدثنا أبو الأزهر  ، قال : كان عبد الرزاق  ، يخرج إلى قرية ، فذهبت خلفه ، فرآني أشتد ، فقال : تعال . فأركبني خلفه على البغل ، ثم قال لي : ألا أخبرك بحديث غريب ؟ قلت : بلى . فحدثني بالحديث ، فذكره . قال : فلما رجعت إلى بغداد  ، أنكر علي  يحيى بن معين  وهؤلاء ، فحلفت أني لا أحدث به حتى أتصدق بدرهم . 
قال  الدارقطني   : قد أخرج في " الصحيح " عمن هو دون أبي الأزهر   . 
وروي عن أبي حامد بن الشرقي  ، قال : كان عند أبي الأزهر  عن شيوخ لم يكن عند محمد بن يحيى  عنهم ، وهم : ابن نمير  ، وأبو ضمرة  ،  وابن أبي فديك  ،  وزيد بن الحباب  ، ويحيى بن آدم  ،  ومحمد بن بشر   . 
قال الحسين بن محمد القباني   : مات أبو الأزهر  سنة ثلاث وستين ومائتين . 
وقال أحمد بن سيار  في " تاريخه " : مات في أول سنة إحدى وستين ومائتين . 
قلت : سنة ثلاث أثبت . 
ومات فيها أحمد بن حرب الطائي الموصلي  ، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني  ، والحافظ معاوية بن صالح  ، تلميذ ابن معين  ، والإمام  [ ص: 369 ] محمد بن علي بن ميمون الرقي   . 
أخبرنا أبو الحسين الحافظ   : أخبرنا جعفر بن علي  ، أخبرنا أبو طاهر السلفي  ، أخبرنا القاسم بن الفضل  ، حدثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني  إملاء ، حدثنا محمد بن الحسين القطان  ، حدثنا أبو الأزهر  ، حدثنا أسباط بن محمد  ، حدثنا الشيباني  ، قال : سألت عبد الله بن أبي أوفى   : رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نعم . قلت : بعدما نزلت " النور " أم قبلها ؟ قال : لا أدري  . 
وسمعناه بطرق إلى السلفي   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					