[ ص: 28 ] ابن وارة ( س ) 
محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله : الحافظ ، الإمام المجود أبو عبد الله ابن وارة الرازي ، أحد الأعلام . 
ارتحل إلى الآفاق . 
وحدث عن :  أبي عاصم النبيل  ، والأنصاري  ،  والفريابي  ، ومحمد بن عرعرة  ،  وهوذة بن خليفة  ، وأبي نعيم  ، وأبي مسهر  ،  وعبيد الله بن موسى  ، والهيثم بن جميل  ،  وسعيد بن أبي مريم  ، وعبد الله بن يوسف  ، وحجاج بن أبي منيع  ،  والأصمعي  ،  وعلي بن عياش  ،  وعارم  ، ومسلم بن إبراهيم  ، وخلق كثير ، وينزل إلى  أحمد بن صالح المصري  ، ونحوه . 
وكان يضرب به المثل في الحفظ ، على حمق فيه وتيه . 
ولقد اجتمع بالري  ثلاثة يعز وجود مثلهم : أبو زرعة  وابن وارة  ، وأبو حاتم   . 
حدث عنه :  النسائي  ،  ومحمد بن يحيى الذهلي   -وهو أكبر منه- وأبو بكر بن عاصم  ، وعبد الرحمن بن خراش  ، وابن ناجية  ،  [ ص: 29 ] وأبو عوانة  ، وابن صاعد  ،  ومحمد بن المسيب الأرغياني  ، وأبو عمر محمد بن يوسف القاضي  ، وابن مجاهد المقرئ  ، وابن أبي داود  ،  ومحمد بن مخلد   . 
والمحاملي  ، والحسن بن محمد الداركي  ، وعبد الله بن محمد الحامض   ومحمد بن المنذر شكر  ، وأبو عمرو بن حكيم المديني  ، وعبد الله بن محمد ابن أخي أبي زرعة الرازي  ، وعبد الرحمن ابن أبي حاتم  ، وخلق سواهم . 
وكان مولده في حدود عام تسعين ومائة . 
قال  النسائي   : هو ثقة ، صاحب حديث . 
وقال ابن أبي حاتم   : ثقة صدوق ، وجدت أبا زرعة  يبجله ويكرمه . 
وقال عبد المؤمن بن أحمد   : كان أبو زرعة  لا يقوم لأحد ، ولا يجلس أحدا في مكانه ، إلا  ابن وارة   . 
وقال فضلك الرازي   : سمعت  أبا بكر بن أبي شيبة  يقول : أحفظ من رأيت  أحمد بن الفرات  وابن وارة  ، وأبو زرعة   . 
قال أبو جعفر الطحاوي   : ثلاثة من علماء الزمان بالحديث ، اتفقوا بالري  ، لم يكن في الأرض مثلهم في وقتهم ، فذكر  ابن وارة  ، وأبا حاتم  ، وأبا زرعة   . 
 [ ص: 30 ] وعن عبد الرحمن بن خراش  ، قال : كان  ابن وارة  من أهل هذا الشأن المتقنين الأمناء ، كنت ليلة عنده ، فذكر أبا إسحاق السبيعي  ، فذكر شيوخه ، فذكر في طلق واحد سبعين ومائتين من شيوخه ، ثم قال : كان غاية ، شيئا عجبا . 
وقال  عثمان بن خرزاذ   : سمعت الشاذكوني  يقول : جاءني محمد بن مسلم  ، فقعد يتقعر في كلامه ، فقلت له : من أي بلد أنت ؟ قال : من أهل الري  ، ألم يأتك خبري ؟ ألم تسمع بنبئي ؟ أنا ذو الرحلتين . 
قلت : من روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : إن من الشعر حكمة ؟ فقال : حدثني بعض أصحابنا . قلت : من ؟ قال : أبو نعيم  وقبيصة   . قلت : يا غلام ! ائتني بالدرة ، فأتاني بها ، فأمرته ، فضربه بها خمسين ، وقلت : أنت تخرج من عندي ، ما آمن أن تقول : حدثني بعض غلماننا  . 
قال زكريا الساجي   : جاء  ابن وارة  إلى أبي كريب  ، وكان في  ابن وارة  بأو فقال لأبي كريب   : ألم يبلغك خبري؟ ألم يأتك نبئي ، أنا ذو الرحلتين ، أنا  محمد بن مسلم بن وارة   . فقال : وارة ؟ وما وارة ؟ وما أدراك ما وارة ؟ قم ، فوالله لا حدثتك ، ولا حدثت قوما أنت فيهم  . 
 [ ص: 31 ] قال أبو العباس بن عقدة   : دق  ابن وارة  على ابن كريب  ، فقال : من ؟ قال :  ابن وارة  ، أبو الحديث وأمه  . 
وقد زلق الحافظ أبو أحمد الحاكم  ، وذكر أن  ابن وارة  سمع من سفيان بن عيينة  ،  ويحيى القطان   . 
كما أخطأ ابن المنادي  في الوفيات ، فقال : توفي  ابن وارة  سنة خمس وستين ومائتين . 
بل الصواب في وفاته ما قاله ابن مخلد  وغيره : إنها في رمضان سنة سبعين ومائتين . 
أخبرنا بلال بن عبد الله الخادم  أخبرنا عبد الوهاب بن رواج  ، وأخبرنا الحسن بن علي ابن الخلال  ، أخبرنا محمد بن عبد الواحد الحافظ  ، قالا : أخبرنا أبو طاهر السلفي  ، فالأول سماعا . 
والثاني إجازة ، أخبرنا محمد  وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني  قالا : أخبرنا علي بن محمد الفرضي  ، أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم  ، حدثنا  محمد بن مسلم بن وارة  ، حدثنا عبد الغفار الكريزي  حدثنا صالح بن أبي  [ ص: 32 ] الأخضر  ، عن محمد بن المنكدر  ، عن جابر  ، قال : لما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفع أبو بكر  الثوب عن وجهه ، فقبله ، ثم قال مت -والله الذي لا إله إلا هو- موتة لا تموت بعدها أبدا !  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					