السرخسي 
الفيلسوف ، البارع ، ذو التصانيف أبو العباس ; أحمد بن الطيب ،  [ ص: 449 ] وقيل : أحمد بن محمد السرخسي ، من بحور العلم الذي لا ينفع . وكان مؤدب المعتضد  ، ثم صار نديمه وصاحب سره ومشورته ، وله رئاسة وجلالة كبيرة . 
وهو تلميذ يعقوب بن إسحاق الكندي  الفيلسوف . 
روى عنه : أحمد بن إسحاق الملحمي  ، ومحمد بن أبي الأزهر  ، وعم صاحب الأغاني ، ومحمد بن أحمد الكاتب   . 
ثم إن المعتضد  انتخى لله ، وقتل السرخسي  لفلسفته وخبث معتقده . 
فقيل : إنه تنصل إليه ، وقال : قد بعت كتب الفلسفة والنجوم والكلام ، وما عندي سوى كتب الفقه والحديث . فلما خرج قال المعتضد   : والله إني لأعلم أنه زنديق ، فعل ما زعم رياء . 
ويقال : إنه قال له : لك سالف خدم ، فكيف تختار أن نقتلك . فاختار أن يطعم كباب اللحم ، وأن يسقى خمرا كثيرا حتى يسكر ، ويفصد في يديه ، ففعل به ذلك ، فصفي من الدم ، وبقيت فيه حياة ، وغلبت عليه الصفراء ، وجن ، وصاح ، وبقي ينطح الحائط لفرط الآلام ، ويعدو كثيرا حتى مات ، وذلك في أول سنة ست وثمانين ومائتين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					