ابن المذهب 
الإمام العالم ، مسند العراق  ، أبو علي ; الحسن بن علي بن محمد  [ ص: 641 ] بن علي بن أحمد بن وهب ، التميمي البغدادي الواعظ ، ابن المذهب . 
مولده في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة . 
سمع من : أبي بكر القطيعي   " المسند " ، و " الزهد " ، و " فضائل الصحابة " ، وغير ذلك . 
وسمع من : أبي محمد بن ماسي  ، وأبي سعيد الحرفي  ، وأبي الحسن بن لؤلؤ الوراق  ، وأبى بكر بن شاذان  ، وطائفة كثير . 
وكان صاحب حديث وطلب ، وغيره أقوى منه ، وأمثل منه . 
حدث عنه : الخطيب  ، وابن خيرون  ،  وابن ماكولا  ، والحسين بن الطيوري  ، وعلي بن بكر بن حيد  ، وعلي بن عبد الوهاب الهاشمي الخطيب  ، ومحمد بن مكي بن دوست  ، وأبو طالب عبد القادر بن محمد  ، وابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد اليوسفي  ، وأبو غالب عبيد الله بن عبد الملك الشهرزوري  ، وأبو المعالي أحمد بن محمد بن البخاري  ، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين  ، وآخرون . 
قال الخطيب  كتبت عنه ، وكان يروي عن القطيعي   " مسند " أحمد  بأسره ، وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه ، فإنه ألحق اسمه وكان يروي " الزهد " لأحمد  ، ولم يكن له به أصل ، إنما كانت النسخة بخطه ، وليس هو محل الحجة . 
حدث عن أبي سعيد الحرفي  ، وابن مالك  ، عن أبي شعيب  [ ص: 642 ] الحراني  ، حدثنا يحيى البابلتي  ، حدثنا الأوزاعي  ، حدثنا  هارون بن رياب  قال : من تبرأ من نسب لدقته أو ادعاه ، فهو كفر . 
قال الخطيب  وجميع ما عنده عن ابن مالك للبابلتي  جزء ليس هذا فيه وكان كثيرا يعرض علي أحاديث ، في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ، ويسألني عنهم ، فأنسبهم له ، فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالأسماء ، فأنهاه ، فلا ينتهي . 
قال أبو بكر بن نقطة   : ليت الخطيب  نبه في أي مسند تلك الأجزاء التي استثنى ، ولو فعل ، لأتى بالفائدة ، وقد ذكرنا أن " مسندي " فضالة بن عبيد  ،  وعوف بن مالك  ، لم يكونا في نسخة ابن المذهب  ، وكذلك أحاديث من " مسند " جابر  لم توجد في نسخته ، رواها الحراني  عن القطيعي  ، ولو كان ممن يلحق اسمه كما قيل ، لألحق ما ذكرناه أيضا ، والعجب من الخطيب  يرد قوله بفعله ، فقد روى عنه من " الزهد " لأحمد  في مصنفاته . 
أخبرنا الحسن بن علي   : أخبرنا الهمداني  ، أخبرنا السلفي   : سألت شجاعا الذهلي  عن ابن المذهب  ، فقال : كان شيخا عسرا في الرواية ،  [ ص: 643 ] سمع حديثا كثيرا ، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية ، فإنه خلط في شيء من سماعه . ثم قال السلفي : كان متكلما فيه . 
قال أبو الفضل بن خيرون   : مات ليلة الجمعة ، تاسع عشر ربيع الآخر ، سنة أربع وأربعين وأربعمائة سمعت منه جميع ما عنده ، وسمع ابن أخي منه " الزهد " لأحمد   . 
وقد مر في ترجمة ابن غيلان  أن الرشيدي  استجاز أبا علي   " مسند "  الإمام أحمد  ، فأبى أن يكتب له الإجازة إلا بعشرين دينارا سامحه الله وأما قول ابن نقطة   : ولو كان ممن يلحق اسمه : لا شيء ، فإن إلحاق اسمه من باب نقل ما في بيته إلى النسخة ، لا من قبيل الكذب في ادعاء السماع ، وفي ذلك نزاع ، وما الرجل بمتهم . 
				
						
						
