[ ص: 144 ] ابن سيده 
إمام اللغة أبو الحسن ، علي بن إسماعيل المرسي الضرير ، صاحب كتاب " المحكم " في لسان العرب ، وأحد من يضرب بذكائه المثل . 
قال أبو عمر الطلمنكي   : دخلت مرسية  ، فتشبث بي أهلها ليسمعوا علي " غريب المصنف " فقلت : انظروا من يقرأ لكم ، وأمسك أنا كتابي ، فأتوني بإنسان أعمى يعرف بابن سيده  ، فقرأه علي كله ، فعجبت من حفظه . قال : وكان أعمى ابن أعمى .  [ ص: 145 ] 
قلت : وكان أبوه أيضا لغويا ، فأخذ عن أبيه ، وعن صاعد بن الحسن   . 
قال  الحميدي  هو إمام في اللغة والعربية ، حافط لهما ، على أنه كان ضريرا ، وقد جمع في ذلك جموعا ، وله مع ذلك حظ في الشعر وتصرف . 
وأرخ صاعد بن أحمد القاضي  موته في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وقال : بلغ الستين أو نحوها . 
قال اليسع بن حزم   : كان شعوبيا يفضل العجم على العرب . 
وحط عليه أبو زيد السهيلي  في " الروض " فقال : تعثر في " المحكم " وغيره عثرات يدمى منها الأظل ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل من ضل ، حتى إنه قال في الجمار : هي التي ترمى بعرفة   .  [ ص: 146 ] 
وقال  أبو عمرو بن الصلاح   : أضرت به ضرارته 
قلت : هو حجة في نقل اللغة ، وله كتاب " العالم في اللغة " نحو مائة سفر ، بدأ بالفلك ، وختم بالذرة . وله " شواذ اللغة " ، خمسة أسفار . 
وكان منقطعا إلى الأمير مجاهد العامري   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					