السلار
الشيخ الجليل الرئيس ، المسند المعمر ، سلار الكرج أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي المعتمد .
ولد سنة سبع أو تسع وتسعين وثلاثمائة .
وسمع ببغداد من ، أبي الحسين بن بشران وأبي القاسم اللالكائي ، وطائفة ، وسمع بنيسابور من القاضي أبي بكر الحيري ، وأبي سعيد الصيرفي ، ومحمد بن القاسم الفارسي .
وطال عمره ، وتفرد ، وارتحل الطلبة إليه .
روى عنه : الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي ، وأبو المكارم أحمد بن محمد بن علان ، وأبو بكر أحمد بن نصر [ ص: 72 ] بن دلف ، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق ، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وأبوه ، والقاسم بن الفضل الصيدلاني ، وأبو طاهر السلفي ، ورجاء بن حامد المعداني ، ومحمد بن أحمد بن ماشاذه ، وآخرون
. قال شيرويه : رحلت إليه إلى الكرج ، وسمعت منه ولدي ، وكان لا بأس به ، محمودا بين الرؤساء ، محسنا إلى الفقراء والعلماء .
وقال ابن طاهر : رحلت بابني أبي زرعة إلى الكرج حتى سمع " مسند " من الشافعي السلار مكي ، وكان قد سمعه بنيسابور ، وورق له ابن هارون ، وكانت أصوله صحيحة جيدة .
وقال أبو طاهر السلفي : كان السلار جليل القدر ، نافذ الأمر ، محبوبا إلى رعيته بجود سجيته ، وآخر قدمة قدمها أصبهان كنت أول من قرأ عليه ، ولم يتهيأ لي أن أكثر عنه ، وأدركته المنية .
وقال السمعاني : هو من رؤساء الكرج ، كانت له الثروة الكثيرة ، والدنيا العريضة الواسعة ، والتقدم ببلده . عمر حتى صار يرحل إليه ، ونقل عنه الكثير ، لأنه لحق إسناد العراق وخراسان .
قال يحيى بن منده : مات بأصبهان في سلخ جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ، وأربعمائة .