شجاع بن فارس 
ابن حسين بن فارس بن حسين بن غريب بن بشير ، الإمام المحدث ، الثقة الحافظ المفيد أبو غالب الذهلي السهروردي ، ثم البغدادي الحريمي الناسخ . 
سمع أباه ، وأبا طالب بن غيلان  ، وعبد العزيز بن علي الأزجي  ، وأبا محمد بن المقتدر  ، وأبا محمد الجوهري  ، وأبا جعفر بن المسلمة  ، وأبا بكر الخطيب  ، وخلقا كثيرا ، إلى أن ينزل إلى أصحاب عبد الملك بن بشران  ،  [ ص: 356 ] وابن ريذه  ، وكتب عن أقرانه . 
حدث عنه : إسماعيل بن السمرقندي  ، وعبد الوهاب الأنماطي  ، وابن ناصر  ، والسلفي  ، وعمر بن ظفر  ، وسلمان بن جروان  ، وآخرون . 
قال السمعاني   : نسخ بخطه من التفسير والحديث والفقه ما لم ينسخه أحد من الوراقين ، قال لي عبد الوهاب الأنماطي   : دخلت عليه يوما ، فقال لي : توبني ، قلت : من أي شيء ؟ قال : كتبت شعر ابن الحجاج  بخطي سبع مرات . قال عبد الوهاب   : وقل بلد يوجد من بلاد الإسلام إلا وفيه شيء بخط شجاع الذهلي   . 
وكان مفيد وقته ببغداد  ، ثقة ، سديد السيرة ، أفنى عمره في الطلب ، وعمل مسودة لتاريخ بغداد  ذيلا على تاريخ الخطيب  ، فغسله في مرض موته ، ولد شجاع في سنة ثلاثين ومات في ثالث جمادى الأولى سنة سبع وخمسمائة وقد سأله السلفي  عن أحوال الرجال ، وأجاب وأفاد . قرأت ذلك على ابن الخلال  ، أخبرنا جعفر الهمداني  ، أخبرنا السلفي  عنه . 
ومات معه أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني المقرئ  وابن طاهر المقدسي  ، والمؤتمن الساجي  والإمام أبو بكر محمد بن  [ ص: 357 ] أحمد الشاشي  وأبو المظفر الأبيوردي الشاعر  ، وأبو بكر محمد بن عيسى ابن اللبانة  شاعر الأندلس  ، وهادي بن إسماعيل العلوي   . 
أخبرنا أبو علي الحسن بن علي  ، أخبرنا علي بن الحسين النجار   ( ح ) ، وأخبرنا محمد بن بلغزا  أخبرنا البهاء عبد الرحمن الفقيه  قالا : أخبرنا أبو السعادات نصر الله القزاز  ، أخبرنا شجاع بن فارس الحافظ  ، ومحمد بن الحسين الإسكاف  ، قالا : أخبرنا محمد بن علي الخياط  ، زاد شجاع  ، فقال : وأبو سعد بن السبط  ، وأبو طالب العشاري  ، قالوا : أخبرنا أحمد بن محمد بن دوست  ، أخبرنا الحسين بن صفوان  ، حدثنا أبو بكر ابن أبي الدنيا  ، حدثنا الحسن بن عبد العزيز  ، عن ضمرة  ، عن ابن شوذب   . 
قال : اجتمع مالك بن دينار  ومحمد بن واسع  ، فتذاكروا العيش ، فقال مالك   : ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش منها ، فقال محمد   : طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء ، ووجد عشاء ولم يجد غداء ، وهو عن الله راض ، والله عنه راض  . 
				
						
						
