[ ص: 101 ] أبو جعفر الهمذاني 
الشيخ الإمام الحافظ الرحال الزاهد بقية السلف والأثبات ، أبو جعفر محمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن عبد الله ، الهمذاني . 
ولد بعد الأربعين وأربعمائة . 
وقدم بغداد  ، سنة ستين ، فسمع بها قليلا ، ثم ارتحل ، فسمع من  أبي الحسين بن النقور  ، وأبي القاسم بن البسري  ، وأبي نصر الزينبي  ، وخلق ، وبنيسابور  من الفضل بن المحب  ، وأبي صالح المؤذن  ، وخلق ، وبمكة  من أبي علي الشافعي  وسعد الزنجاني  ، وبجرجان  من إسماعيل بن مسعدة  ، وطائفة ، وبمرو  من أبي الخير محمد بن أبي عمران  ، وبهراة  من أبي إسماعيل الأنصاري  ، وعدة ، وبهمذان   . 
وحدث ب " الجامع " لأبي عيسى  عن  أبي عامر الأزدي  ، ومحمد بن محمد بن العلاء  ، وثابت بن سهلك القاضي  عن الجراحي   . 
وكان من أئمة أهل الأثر ، ومن كبراء الصوفية   . 
قال السمعاني   : سافر الكثير إلى البلدان الشاسعة ، ونسخ بخطه ، وما أعرف أحدا في عصره سمع أكثر منه . 
وعنه قال : دخلت بغداد  سنة ستين ، وكنت أسمع ولا أدعهم يكتبون اسمي ; لأني كنت لا أعرف العربية ، حتى دخلت البادية ، وكنت أدور مع الظاعنين من العرب  حتى رجعت إلى بغداد  ، فقال لي الشيخ أبو إسحاق   : رجعت إلينا عربيا . فكان يسميني " الخثعمي " لإقامتي فيهم . 
 [ ص: 102 ] قال السمعاني   : كان خطه رديئا ، وما كان له كبير معرفة بالحديث على ما سمعت ، وسمعت محمد بن أبي طاهر  بأصبهان  ، سمعت أبا جعفر بن أبي علي  يقول : تعسر علي شيخ بجرجان  ، فحلفت أن لا أخرج منها حتى أكتب جميع ما عنده ، فأقمت مدة ، وكان يخرج إلي الأجزاء ، والرقاع ، حتى كتبت جميع ما وجدت . 
قلت : حدث عنه : ابن طاهر المقدسي  ، وأبو العلاء العطار  ، وعبد الرحمن بن عبد الوهاب بن المعزم  ، وآخرون . 
وهو الذي قام في مجلس وعظ إمام الحرمين  ، وأورد عليه في مسألة العلو ، فقال : ما قال عارف قط : يا ألله ، إلا وقام من باطنه قصد تطلب العلو ، لا يلتفت يمنة ولا يسرة ، فهل لدفع هذه الضرورة من حيلة ؟ ! فقال : يا حبيبي ما ثم إلا الحيرة . . وذلك في ترجمة أبي المعالي   . 
توفي أبو جعفر  في نصف ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					