أبو سعد 
الشيخ الإمام ، الحافظ الثقة ، المسند ، محدث أصبهان ، أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان ، البغدادي الأصل ، الأصبهاني . 
ولد بأصبهان  في صفر سنة ثلاث وستين وأربعمائة . 
وكان أصغر من أخته فاطمة بنت البغدادي  ببضع عشرة سنة . 
 [ ص: 120 ] سمع أباه أبا الفضل  ، وأبا القاسم بن منده  ، وأخاه عبد الوهاب  ، وعبد الجبار بن برزة  الواعظ ، وحمد بن ولكيز  ، وأبا إسحاق الطيان  ، وابن ماجه الأبهري  ، ومحمد بن عمر بن سسويه  ومحمد بن بديع الحاجب  ، وأبا منصور بن شكرويه  ، وسليمان بن إبراهيم  ، وعدة . وارتحل إلى بغداد  ، وله ست عشرة سنة وقد تنبه ، فصادف أبا نصر الزينبي  قد مات فصاح ، وتلهف ، وسمع من عاصم بن الحسن  ، ومالك البانياسي  ، وأبي الغنائم بن أبي عثمان  ، ورزق الله  ، وعدة . 
وقد حدثه محمود بن جعفر الكوسج  ، عن جد أبيه الحسن بن علي البغدادي   -وهم بيت رواية وحديث . 
روى عنه : ابن ناصر  ،  وابن عساكر  ، والسمعاني  ،  وأبو موسى المديني  ،  وابن الجوزي  ، وابن طبرزد  ، ومحمد بن علي القبيطي  ، وخلق من البغاددة  والأصبهانيين  ، خاتمتهم محمد بن محمد بن بدر الراراني   . 
قال السمعاني   : ثقة حافط ، دين خير ، حسن السيرة ، صحيح العقيدة ، على طريقة السلف الصالح ، تارك للتكلف ، كان يخرج إلى السوق وعلى رأسه طاقية ، وكان يصوم في طريق الحجاز   . 
 [ ص: 121 ] وقال في " التحبير " كان حافظا كبيرا ، تام المعرفة ، يحفظ جميع " صحيح " مسلم  ، وكان يملي من حفظه ، قدم مرة من حجه ، فاستقبله الخلق وهو على فرس يسير بسيرهم ، فلما قرب من أصبهان  ، ركض فرسه ، وترك الناس ، وقال : أردت السنة : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوضع راحلته إذا رأى جدر المدينة  . 
1 وكان حلو الشمائل ، استمليت عليه بمكة  والمدينة  ، وكتب عني ، قال لي مرة : أوقفتك . واعتذر ، فقلت : يا سيدي ، الوقوف على باب المحدث عز . فقال : لك بهذه الكلمة إسناد ؟ قلت : لا . قال : أنت إسنادها . 
1 وسمعت إسماعيل بن محمد الحافظ  يقول : رحل أبو سعد إلى أبي نصر الزينبي  ، فدخل بغداد وقد مات ، فجعل أبو سعد  يلطم على رأسه ، ويبكي ، ويقول : من أين أجد علي بن الجعد  ، عن شعبة  ؟ ! 
وقال عبد الله بن مرزوق  الحافظ : أبو سعد بن البغدادي  شعلة نار . 
قال السمعاني   : وسمعت معمر بن الفاخر  يقول : أبو سعد  يحفظ  [ ص: 122 ]  " صحيح مسلم   " وكان يتكلم على الأحاديث بكلام مليح . 
وقال ابن النجار   : هو إمام في الزهد والحديث ، واعظ ، كتب عنه شجاع الذهلي  ، وابن ناصر  ، كان إذا أكل اغرورقت عيناه ، ويقول : كان داود   -عليه السلام- إذا أراد أن يأكل بكى . 
قال أبو الفتح محمد بن علي النطنزي  كنت ببغداد  ، فاقترض مني أبو سعد بن البغدادي  عشرة دنانير ، فاتفق أني دخلت على السلطان مسعود بن محمد  ، فذكرت له ذلك ، فبعث معي إليه خمس مائة دينار ، فأبى أن يأخذها . 
قال  ابن الجوزي  حج أبو سعد  إحدى عشرة حجة ، وتردد مرارا ، وسمعت منه الكثير ، ورأيت أخلاقه اللطيفة ، ومحاسنه الجميلة ، مات بنهاوند  راجعا من الحج في ربيع الأول سنة أربعين وخمس مائة وحمل إلى أصبهان  ، فدفن بها . 
وقال عبد الرحيم الحاجي   : مات في ربيع الآخر منها . 
ومات ابنه أبو سعيد عبد اللطيف بن البغدادي  بأصبهان  سنة ثمان وخمسين وخمس مائة . يروي عن أبي مطيع  ، وأبي الفتح الحداد  ، وطائفة . أنبأنا بكتاب " معرفة الصحابة " لأبي عبد الله بن منده جمال الدين  [ ص: 123 ] يحيى بن الصيرفي  قال : أخبرنا به محمد بن علي القبيطي  قراءة عليه ، أخبرنا أبو سعد الحافظ  ، أخبرنا به غير واحد ملفقا ، قالوا : أخبرنا المؤلف -رحمه الله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					