الشهرستاني 
الأفضل محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني ، أبو الفتح ،  [ ص: 287 ] شيخ أهل الكلام والحكمة ، وصاحب التصانيف . 
برع في الفقه على الإمام أحمد الخوافي الشافعي  ، وقرأ الأصول على أبي نصر بن القشيري  ، وعلى أبي القاسم الأنصاري   . 
وصنف كتاب " نهاية الإقدام " ، وكتاب " الملل والنحل " . 
وكان كثير المحفوظ ، قوي الفهم ، مليح الوعظ . 
سمع بنيسابور  من أبي الحسن بن الأخرم   . 
قال السمعاني   : كتبت عنه بمرو  ، وحدثني أنه ولد سنة سبع وستين وأربعمائة ومات في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ثم قال : غير أنه كان متهما بالميل إلى أهل القلاع والدعوة إليهم ، والنصرة لطاماتهم . 
 [ ص: 288 ] وقال في " التحبير " هو من أهل شهرستانة  ، كان إماما أصوليا ، عارفا بالأدب وبالعلوم المهجورة . قال : وهو متهم بالإلحاد ، غال في التشيع . 
وقال ابن أرسلان  في " تاريخ خوارزم   " : عالم كيس متفنن ، ولولا ميله إلى أهل الإلحاد وتخبطه في الاعتقاد ، لكان هو الإمام ، وكثيرا ما كنا نتعجب من وفور فضله كيف مال إلى شيء لا أصل له ؟ ! نعوذ بالله من الخذلان ، وليس ذلك إلا لإعراضه عن علم الشرع ، واشتغاله بظلمات الفلسفة ، وقد كانت بيننا محاورات فكيف يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذب عنهم ، حضرت وعظه مرات ، فلم يكن في ذلك قال الله ولا قال رسوله ; سأله يوما سائل ، فقال : سائر العلماء يذكرون في مجالسهم المسائل الشرعية ، ويجيبون عنها بقول أبي حنيفة   والشافعي  ، وأنت لا تفعل ذلك ؟ ! فقال : مثلي ومثلكم كمثل بني إسرائيل  يأتيهم المن والسلوى ، فسألوا الثوم والبصل . 
إلى أن قال ابن أرسلان   : مات بشهرستانة  سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال : وقد حج سنة عشر وخمسمائة ، ووعظ ببغداد   . 
				
						
						
