عبد النبي 
ابن المهدي علي بن مهدي . 
كان أبوه قد وعظ ، واشتغل ، ودعا إلى نفسه ، وجرت له أمور ،  [ ص: 583 ] وغلب على اليمن  ، وعسف وظلم ، وفجر ، وشقق بطون الحبالى ، وتمرد على الله ، وكان من دعاة الباطنية ، فقصمه الله سنة نيف وخمسين . 
فقام بعده عبد النبي  هذا ، ففعل كأبيه ، وسبى الحريم ، وتزندق ، وبنى على قبر أبيه المهدي  قبة عظيمة ، وزخرفها ، وعمل أستار الحرير عليها وقناديل الذهب ، وأمر الناس بالحج إليها ، وأن يحمل كل أحد إليها مالا ، ولم يدع أحد زيارتها إلا وقتله ، ومنعهم من حج بيت الله ، فتجمع بها أموال لا تحصى ، وانهمك في الفواحش إلى أن أخذه الله على يد شمس الدولة  أخي السلطان صلاح الدين  ، عذبه ، ثم قتله ، وأخذ خزائنه ، فلله الحمد على مصرع هذا الزنديق ، وكان ذلك في قرب سنة سبعين وخمسمائة فإن مضي شمس الدولة توران شاه  إلى اليمن  وأخذها كان في سنة تسع وستين ، فأسر هذا المجرم ، وشنقه ، وتملك زبيد  وعدن  وصنعاء   . 
ولعبد النبي  أخبار في الجبروت والعتو -فلا رحمه الله . 
				
						
						
